عمليات الاستدلال
عمليات الاستدلال
مثّل جون مكَارثي عملية الاستدلال بنظام أسماه المنطق الصوري، الذي يتفرع إلى محورين رئيسين هما: حساب القضايا | Propositional Calculus وامتدادها، وحساب المحمول | Predicate Calculus. يرتكز حساب القضايا على مجموعة من القوانين تحكم هيئة التعبير اللغوي والمشتقات التي يمكن استخراجها منه، كقانون مودوس بونينز | Modus Ponens وقانوني دي مورجان | De Morgan’s Laws، ويكون حساب القضايا مناسبًا في البرامج التي تهتم بخصائص محددة لكينونة معينة، كالمريض في برامج التشخيص الطبي، أما حساب المحمول فأهم ما يميزه هو عرضه لمصطلح المتغير | Variable، ويعتمد في عرضه ذا على فكرتَي المحمول | Predicate، والسور | Quantifier (كليًّا كان أم وجوديًّا).
ولأن قواعد الاستدلال تمكننا من التوصل إلى إفادات جديدة ناتجة عن إفادات موجودة من قبل، تجد الاستدلال يرتبط بعملية أخرى تسمى الاستبدال، وتقوم على إحلال تعبيرين مصورين متساويين، أحدهما مكان الآخر بطريقة تعرف بالتوحد | Unification، وفي بعض الأحيان يكون الاستبدال غير ملائم لعدم سلامة البيانات المطروحة والاستنتاجات المبنية عليها، ولتفادي هذا القصور طور العلماء طريقة طُبِّقَت على برنامج EMYCIN، تتلخص فكرتها العلمية في تحديد درجة مصداقية البيانات المقدمة، على أن الاحتمالات الممكنة هي: (1) ويشير إلى الصدق التام، و(-1) ويشير إلى الكذب التام، و(0) ويعبر عن عدم التأكد التام، مع مراعاة أن القيمة (0.2) هي الحد الأدنى للصدق، أي إن ما دونها يصنف كذبًا.
رغم كل تلك التعديلات التي لا يكف العلماء عن العمل عليها، لا يزال الذكاء الاصطناعي عاجزًا أمام الاستدلال عند نقص المعلومات، وإيجادًا لحل بديل لمجاراة سير العمل، ابتُكِرَت الكيانات الهيكلية، إذ تسمح بافتراض القيم في حال عدم واقعيتها، وتتيح تعديلها واستبدالَ قيمٍ حقيقية بها في حال توافرها.
الفكرة من كتاب الذكاء الاصطناعي.. واقعه ومستقبله
يبذل العلماء مؤخرًا قصارى جهدهم في العمل على راحة الإنسان وادخار جهده ووقته، ويحاولون تسخير علمهم لتخفيف الأعباء العملية عنه، فيُبرمجون كل مهمة ممكنة ليؤديها جهاز لوحي أو حاسوب أو آلة، وما زال هذا الأمر غامضًا ومعقدًا لدى البعض، وما زالوا عاجزين عن استيعاب كيف لقطعة من المعدن أن تُجري مثلًا عملية حسابية أو تكتب نصًّا أو ترسم صورة.
نعم، الأمر فعلًا معقد ولكنه ليس بالمحال، هنا نفسر السبب ليبطل العجب، ونبسط آلية العمل والفكرة والوسيلة المتخذة للوصول بسلاسة إلى الغاية.
مؤلف كتاب الذكاء الاصطناعي.. واقعه ومستقبله
آلان بونيه: كاتب ورجل أعمال فرنسي الأصل، وُلِدَ في باريس في 1945م، عمل أستاذًا في Télécom Paris، وفي عام 1984م أسس مع جان ميشيل ترونج | Jean-Michel Truong، وجان بول هاتون | Jean-Paul Haton شركة Cognitech، وهي أول شركة أوربية متخصصة في الذكاء الاصطناعي، ومن أبرز أعماله:
Expert Systems: Principles and Practice.
معلومات عن المترجم:
د. علي صبري فرغلي: من مواليد الإسكندرية عام 1938م، حصل على دكتوراه الفلسفة في علم اللغة من جامعة تكساس بأوستن بالولايات المتحدة عام 1981م، كما عمل في مؤسسة “أومنيترانس” للترجمة الآلية بكاليفورنيا بـالـولايـات المتحدة الأمريكية من 1983م حتى نهاية 1984م، وشغل منصب مدير مساعد للشؤون الأكاديمية بمركز اللغات بالكويت، ثم عمل مدرسًا لعلم اللغة بقسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب بجامعة الكويت حتى عام 1989م، له أبحاث عديدة باللغتين العربية والإنجليزية في مجالات: الذكاء الاصطناعي، والترجمة الآلية، وتدريس اللغات باستخدام الحاسوب.