لغة الذكاء الاصطناعي
لغة الذكاء الاصطناعي
إن توطيد علاقة علماء الذكاء الاصطناعي بعلماء اللغة ضرورةٌ لفهم الإنسانية، وبناء جسر يربط بين اللغات الثقافية والحضارية ولغة الآلة، لضمان نجاح التفاعل المشترك بينهما وتحقيق ما يسمى بالنشاط النفعي | MMI. وتتضح علامات هذا النجاح من خلال إعطاء البرامجِ الإجاباتِ المناسبةَ للأسئلة المطروحة، والتمكن من إعادة صياغة العبارات، ومهارة الاستنتاج، وبراعة الترجمة من لغة إلى أخرى، وقدرة التعرف على المترادفات. كما يُؤمَل من البرامج التي تستخدم اللغة الطبيعية لاستخراج المعلومة أن تستخلصها بصورة صحيحة، أو بمعنًى آخر،
تُمثِّلها وتهضمها وتستخلص المفيد منها، باختلاف عمق هذا التمثيل ودقته، وفقًا لرأي الباحثَين كُولون | Coulon وكايْزَرْ | Kayser. وقد كان نَعُوم تْشُومِسْكي يتعامل مع اللغة باستقلالية تامة، ويرى أنه يمكن دراسة الخصائص الرياضية والشكلية لها دون الرجوع إلى استخدامها الكيفي، فيغض النظر عن وظائفها المعرفية أو التواصلية، ويوجه اهتمامه إلى القواعد الصورية المنظمة للرموز الأساسية | Arrangements Of Basic Symbols.
وعقدت أولى محاولات الترجمة الآلية على يد كل من وارِنْ ويِفَر، وأنْدرُوبوث، واعتمدت على التكرار النسبي للحروف، وعليه لم تعبر عن فهم النص، ولكن اقتصرت على المعالجة الشكلية له. عقبها أوضح بار هِيليل | Bar Hillel أن الترجمة الآلية الفعالة تتطلب إمداد الحاسب بدائرة معارف ضخمة غير واقعية، ومن ثم كانت الترجمة دون فهم النص حينها عملية شبه مستحيلة. وفي ما بعد حولت كثير من الجهود مسارها إلى الاتجاه النحوي في محاولة لإنتاج عبارات عبر قواعد تحويلية متتابعة، إلا أنها باءت كذلك بالفشل بسبب تفاقم العدد الممكن للتحويلات، الذي يمكن استخراجه من البنية الأولية، لتظهر بعد ذلك تجارب تكوين الجمل عن طريق الكلمات المفتاحية | Key words، والتتابعات النمطية للكلمات المتمثلة في برنامج إليزا | ELIZA.
الفكرة من كتاب الذكاء الاصطناعي.. واقعه ومستقبله
يبذل العلماء مؤخرًا قصارى جهدهم في العمل على راحة الإنسان وادخار جهده ووقته، ويحاولون تسخير علمهم لتخفيف الأعباء العملية عنه، فيُبرمجون كل مهمة ممكنة ليؤديها جهاز لوحي أو حاسوب أو آلة، وما زال هذا الأمر غامضًا ومعقدًا لدى البعض، وما زالوا عاجزين عن استيعاب كيف لقطعة من المعدن أن تُجري مثلًا عملية حسابية أو تكتب نصًّا أو ترسم صورة.
نعم، الأمر فعلًا معقد ولكنه ليس بالمحال، هنا نفسر السبب ليبطل العجب، ونبسط آلية العمل والفكرة والوسيلة المتخذة للوصول بسلاسة إلى الغاية.
مؤلف كتاب الذكاء الاصطناعي.. واقعه ومستقبله
آلان بونيه: كاتب ورجل أعمال فرنسي الأصل، وُلِدَ في باريس في 1945م، عمل أستاذًا في Télécom Paris، وفي عام 1984م أسس مع جان ميشيل ترونج | Jean-Michel Truong، وجان بول هاتون | Jean-Paul Haton شركة Cognitech، وهي أول شركة أوربية متخصصة في الذكاء الاصطناعي، ومن أبرز أعماله:
Expert Systems: Principles and Practice.
معلومات عن المترجم:
د. علي صبري فرغلي: من مواليد الإسكندرية عام 1938م، حصل على دكتوراه الفلسفة في علم اللغة من جامعة تكساس بأوستن بالولايات المتحدة عام 1981م، كما عمل في مؤسسة “أومنيترانس” للترجمة الآلية بكاليفورنيا بـالـولايـات المتحدة الأمريكية من 1983م حتى نهاية 1984م، وشغل منصب مدير مساعد للشؤون الأكاديمية بمركز اللغات بالكويت، ثم عمل مدرسًا لعلم اللغة بقسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب بجامعة الكويت حتى عام 1989م، له أبحاث عديدة باللغتين العربية والإنجليزية في مجالات: الذكاء الاصطناعي، والترجمة الآلية، وتدريس اللغات باستخدام الحاسوب.