نحو خطاب مؤثر
نحو خطاب مؤثر
إن الخطاب أشبه ما يكون ببناء تساعد كل معلومة صائبة في تعزيز متانته، ويتسم الخطاب الجيد بكونه محدد الهدف، واضح الغرض أي مترابطًا ذا صلة بموضوع الحديث، إذ يزيد رسم خطة حوارية ذات حدود معينة من فرصة نجاحها، بالإضافة إلى تيسيرها لاختيار وسائل توضيحية متنوعة ترفع من قدرة الجمهور الاستيعابية لموضوع النقاش، كما ينصح بتطعيم الحوار بالكلمات القوية والأفعال المفعمة بالحركة. الأصل الذي يستند إليه هذا كله هو المعرفة المدروسة للجمهور وملامسة اهتماماتهم وربط محتوى الحديث بشخوصهم، وإشراكهم في الحديث عوضًا عن التلقين للتغلب على رتابة الخطاب وشحذ انتباههم.
ولبلوغ هذا يمكن سؤال الجهة المنظمة للحدث عن طباعهم، أو جمع المعلومات عنهم من الإنترنت -عند توافرها- أو التواصل شخصيًّا مع مجموعة منهم، ويجب أن يحفظ الخطيب في عقله أن للجمهور طاقة استيعابية، فلا يغدق عليهم بالمعلومات دفقة واحدة فيعجزون عن تحليلها، لذا لا بد من انتقاء المعلومات المعروضة لضمان قدرة العقل البشري على تحليلها، والتركيز على النقاط الأساسية بمساعدة ما يسمى بـ”تقطير الخطاب”.
وتتركب البنية المثالية للخطاب من مقدمة ذات افتتاحية شائقة تستحوذ على آذان المستمعين وتمثل نقطة انطلاق قوية إلى جوف الموضوع، يعقبها موجز ملخص لموضوع الحديث، يتبع بعبارة موجهة لرسم خط سيره. بعد إتمام تجميع المعلومات يأتي دور عرضها، الذي لا بد أن يكون منظمًا ذا صياغة محكمة، تظهر احترافيته في الموازنة بين توزيع الإحصاءات والمعلومات المملة على أجزاء الخطبة، وذلك لاختلاف معدلات اهتمام الحضور بسماعها، ويفضل استخدام أسلوب المقارنة للمساعدة في سلاسة عرضها وفهمها، وفي حال وجد الخطيب حواره يحيد نحو الرتابة فلا بأس أن يقاطعه بسرد القصص ذات الحبكة المميزة التي يقتبسها من الروتين اليومي أو الملاحظات العامة، ويكلل الخطاب في نهايته بخاتمة تؤكد الأفكار المعروضة خلاله والمعلومات المهمة التي يجب تحصيلها في نهايته، والعبر أو الدروس المستفادة منه.
الفكرة من كتاب تكلم بدون خوف.. برنامج كامل لتصبح محدثًا طلقًا
هل تعمل في منصب يقتضي مواجهة الجمهور؟ وهل ارْتَدْتَ يومًا أحد الاجتماعات وكان التلعثم سيد الموقف؟ وهل طالما أقعدك التوتر عن إظهار قدراتك الحقيقية؟ وهل فوت عليك هذا كثيرًا من الفرص؟ وهل لديك رغبة صادقة في بناء شخصيتك الحوارية؟
أهنئك.. لقد جئت إلى المكان الصحيح، هنا نأخذ بيدك نحو حياة مهنية حافلة بالإنجازات، ونمهد لك الطريق إلى المناصب السامية، ونعينك على إطلاق أفكارك الإبداعية، لتكون قادرًا على الحديث بمتعة وتمكن.
مؤلف كتاب تكلم بدون خوف.. برنامج كامل لتصبح محدثًا طلقًا
آيفي نايشتادت: متحدثة ومدربة للخطابة العامة، تخاطب المديرين التنفيذيين والمؤتمرات الصناعية والجمعيات في أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية، وتساعدهم على صنع الكلام الفعال عبر الورش والمحاضرات التي تهتم بتعليم مهارات العرض، كما تدرب المشاهير على ظهورهم في البرامج التليفزيونية، وهذا الكتاب من أشهر أعمالها.