الإنترنت
ربما كنت تبحث عن شيء ما أو تفصح عن رغبتك في شرائه ثم وجدت إعلانًا له أمامك على الإنترنت، هذا النوع من المراقبة يكون لأهدافٍ تسويقية ويعرف بالبرامج الإعلانية، إلا أنه ليس الاختراق الوحيد عبر شبكة الإنترنت، ففيروسات الكمبيوتر مثلًا قادرة على استنساخ وزرع نفسها داخل برامج أخرى قد تتفادى الكشف عنها مبكرًا بتأخير أداء وظائفها بخلاف النسخ المتكرر.
هناك أيضًا برامج التجسُّس التي عادةً ما تكون مخفيةً بداخل الرسائل الإلكترونية، حيث تنقل سرًّا ما بداخل جهاز الضحية من بيانات، ككلمات المرور أو النقرات الفردية على أزرار لوحة المفاتيح للحصول على كلمات السر، أو لمراقبة استخدامه لأعمالٍ محفوظة دون حقوق، ومن الطرق الشائعة لأخذ البيانات (الهندسة الاجتماعية)، حيث تصل رسالة تبدو أنها لشركة ذات مصداقية كأحد البنوك مثلًا تسعى لإغراء الشخص، لكي يفشي بيانات حساسة ككلمات السر أو تفاصيل بطاقات الائتمان.
مثل هذه الرسائل تكون غير قابلة للتصديق إلى حدٍ بعيد لكون حساسية المعلومات لا تتناسب مع بساطة الرسالة أو لاحتوائها كثيرًٍا من الأخطاء الإملائية أو العيوب الواضحة الأخرى، ورغم هذا التحايل فالكثيرون يقعون في مثل هذا، أما بالنسبة إلى التحكم عن بعد فهناك بعض البرمجيات الخبيثة التي تنجح في تحويل الجهاز إلى برنامج آلي (روبوت)- اختصارًا (بوت)، من أشهر استخداماته مؤخرًا برامج (التعدين) لزيادة قوة وسرعة الإنتاج، مما يؤثر سلبًا في عمر الجهاز وسرعته، أو استخدامه لشن الهجمات على شركات أو إغراقها بطلبات من حسابات كثيرة لإجبارها على تنفيذ طلبات معينة غالبًا ما تكون مادية وإلا سيستمر الهجوم، ما يكلِّف الشركة تكاليف باهظة تنتهي غالبًا بخروج الموقع من الخدمة.
الفكرة من كتاب الخصوصية.. مقدمة قصيرة جدًّا
يبدو أن الأخ الأكبر الذي تحدَّث عنه جورج أورويل في روايته الشهيرة 1984 توسَّع دوره حاليًّا مع انتشار أنظمة المراقبة والتحكم عن بعد، بالإضافة إلى سرعة الإنترنت الفائقة وانتشار الهواتف والحواسيب المحمولة، وكل أشكال الاتصالات التي تمنح الشركات والحكومات فرصة للمراقبة والمتابعة والاطلاع على بيانات في غاية الخصوصية والسرية للناس.
الخصوصية من الناحية التقنية والقانونية وما تفعله الشركات الخاصة من مشاركةٍ لمعلوماتنا ونسفٍ لخصوصياتنا من شأنه أن يشعرنا بعدم الأمان، إلا أن هذا ما لا يحدث، لكننا نتوسع في الاستخدام من غير حسابٍ لكلفة هذا التوسع، فما الذي تجنيه هذه الشركات والمواقع من وراء الطرح المجاني لخدماتها؟ ومن ينفق عليها؟ في هذا الكتاب ستجد أجوبةً لكل هذه الأسئلة وأكثر.
مؤلف كتاب الخصوصية.. مقدمة قصيرة جدًّا
ريموند واكس Raymond Wacks: كاتب وأستاذ القانون بجامعة هونج كونج وأحد الخبراء في مجال الخصوصية، تقاعد في عام 2001 ويعيش الآن في بريطانيا، ونشر العديد من الكتب والمقالات التي تتحدث عن الخصوصية، ومن بينها:
حماية الخصوصية.
الخصوصية وحرية الصحافة.
المعلومات الشخصية: الخصوصية والقانون.