تأمل مشاعر الآخرين والاهتمام بطموحاتهم
تأمل مشاعر الآخرين والاهتمام بطموحاتهم
إن تأمل مشاعر الطرف الآخر، يمهد الطريق لخلق تفاعل بناء معه، ويجنب القائد الوقوع في فخ إعطاء تقييمات سلبية، أو إصدار أحكام خاطئة، وهو ما يترك أثرًا بالغ الأهمية داخل بيئة العمل.
ولكي يستطيع القائد تفهم مشاعر الآخرين وعواطفهم، يحتاج إلى تأمل هذه المشاعر، وإظهار الاهتمام بها، والبحث عن أسبابها، وأن يبرهن على اهتمامه بها عن طريق التفاعل الإيجابي مع الآخرين، والتحاور معهم حول مشاعرهم.
والقائد الذي يمتلك مهارة الاستماع وتقمص مشاعر الآخرين، يخلق الأرضية المناسبة للاهتمام بطموحات من يحدثه وما يتطلع إليه في المستقبل، وهو ما يشكل الأساس الثالث من أسس مهارة القيادة.
إن لدى كل شخص نزوعًا داخليًّا للنمو والتطور، والقائد الحقيقي هو الذي يهتم بطموحات الأفراد داخل بيئة العمل، ويعمل على إتاحة فرص حقيقية تساعدهم على التطور وتحقيق ما يحلمون به في المستقبل، فالطموحات هي التي تحث الأفراد على بذل أقصى جهد في عملهم بحثًا عن وضع أفضل في الحياة، ويمكن للقائد عن طريق تغذية هذه الدوافع زيادة الروح المعنوية لأعضاء فريق العمل، وزيادة كفاءة وإنتاجية العمل.
ويتطلب فهم طموحات الآخرين معرفة القائد مستوى الحاجة لدى كل فرد، إذ يختلف مستوى الحاجة من فرد لآخر، وهو ما يؤثر في الطموحات التي يسعى إلى تحقيقها.
فالأفراد في بداية حياتهم المهنية، يقتصر مستوى الحاجة لديهم على احتياجاتهم الرئيسة، كالمسكن والطعام والملبس، وحينما يرتقون قليلًا في السلم الوظيفي يبدؤون في البحث عما يوفر لهم الشعور بالأمان، كالحصول على حب الآخرين واحترامهم، وعندما يرتقون إلى درجة أعلى في السلم الوظيفي يبدؤون في السعي وراء تحقيق ذواتهم.
ولإظهار القائد اهتمامه بطموحات الآخرين، يحتاج إلى وضع أهداف تناسب مهارات كل فرد وخبراته، لكنها تمتلك قدرًا من التحدي في الوقت ذاته، وتقديم إرشادات تساعدهم على التطوير من أنفسهم، وبناء الثقة بينه وبين أعضاء فريق عمله، وإعطاء قدر من الحرية في العمل وعملية اتخاذ القرار.
الفكرة من كتاب القيادة للجميع: كيف تطبق المهارات السبع الأساسية لتصبح قائدًا ومحفزًا ومؤثرًا
تُهيئ لنا تفاعلاتنا اليومية مع الآخرين -سواء كانت في البيت أم العمل أم الشارع- فرصًا جيدة لممارسة مهارة القيادة، لكن قليلًا من الأشخاص من يستفيد من هذه التفاعلات اليومية لتقوية مهارة القيادة لديه.
ولحسن الحظ فإن القيادة مهارة يستطيع أي شخص أن يتقنها، وذلك إذا استطاع تعلم أهم أسس ممارستها، وطبَّق هذه الأسس في أثناء تفاعله مع الآخرين.
يحتوي هذا الكتاب على الأسس الرئيسة التي تبنى عليها ممارسة مهارة القيادة، والتي تؤهل أي شخص ليصبح قائدًا في محيط البيئة التي يعيش فيها، أو العمل الذي يعمل به إذا تمكن من تطبيق هذه الأسس في أثناء تفاعله مع الآخرين.
مؤلف كتاب القيادة للجميع: كيف تطبق المهارات السبع الأساسية لتصبح قائدًا ومحفزًا ومؤثرًا
بيتر ج. دين: رئيس قسم ألفريد جرانوم للعلوم الإدارية بالكلية الأمريكية، قدّم عديدًا من البحوث، وحصل على عديد من الجوائز في الإدارة والقيادة، وعمل استشاريًّا لصالح عدد من الشركات، من أبرزها شركة روكويل، وشركة جونسون آند جونسون، وشركة موتورولا، وشركة سبرينت.
معلومات عن المترجم:
وليد شحادة: من أبرز الكتب الأخرى التي ترجمها:
كتاب “ثروة الأمم” لمؤلفه آدم سميث.
كتاب “إدارة المشاريع” تأليف كلية هارفارد لإدارة الأعمال.