لا يوجد مفتاح لجميع الأبواب
لا يوجد مفتاح لجميع الأبواب
أيهما أكثر منطقية، أن تصنع مفتاحًا وتريد أن تنطلق وتفتح به جميع الأبواب، أم أن تصنع مفتاحًا لتفتح بابًا واحدًا؟ بالتأكيد أن تصنع مفتاحًا لباب محدد، لنطبق ذلك المنطق على المنتجات والزبائن، فبدلًا من صناعة المنتجات ثم محاولة بيعها لجميع الزبائن، لنحدد مجموعة معينة من الزبائن، ونفهم رغباتها بدقة، ثم نصنع لها ما تريد، أو نفهم خصائص منتجاتنا وأي فئة ستهتم بها، وتلك هي فلسفة التسويق الحديث، ولكن كيف سيسمع الناس بمنتجاتنا وسط ضجيج صاخب من مئات الإعلانات اليومية؟
تحاول الشركات أن تسرق انتباه جموع المستهلكين حتى لو استخدمت أساليب الخداع والتضليل الرخيصة، ولكن الحل الصحيح يكمن في صناعة الثقافة الخاصة بك، لأن المستهلكين لا يبحثون فقط عن المنتجات، بل عن معانٍ وقيم ومشاعر مرتبطة بها، ألقِ نظرة سريعة على أشهر العلامات التجارية كي تفهم ما أقصده، فهي تبيع أسلوب حياة بجانب المنتج، ولذلك اسأل دائمًا “لم صُمِّمَ هذا؟”، وحاول صياغة قصتك الخاصة المعبرة عنك، التي ستناسب فئة محددة من المستهلكين، مقسمين لا على حسب خصائصهم الديموجرافية فقط، بل النفسية أيضًا.
فلنلخص طريقة صنع الثقافة في خمس خطوات، الخطوة الأولى ابتكر قصة تستحق العناية والسرد، والخطوة الثانية صممها لتناسب مجموعة من الناس، وثالثًا اسردها بطريقة تعبّر عنهم، ثم رابعًا انشر الدعايا لها، وأخيرًا حافظ على الظهور أمام العامة لسنوات كيلا تغيب عن ذهن جمهورك.
الفكرة من كتاب هذا هو التسويق
إذا طرحنا سؤال “ما هو التسويق؟” فسنرى أغلب الإجابات ذات صبغة قديمة، التسويق هو الإعلان، أو أن تبيع أكثر، أو هو خداع الزبائن ودفعهم إلى الشراء بأعلى سعر ممكن، هذه تعريفات خاطئة ومخزية للتسويق، وحان الوقت لكي تطوى وتقذف في آبار النسيان.
التسويق وسيلة لتغيير العالم، عبر ابتكار الأفكار والثقافات ونشرها، بجانب تقديم منتجات وخدمات مرافقة، تسهم في تحسين طريقة حياة المستهلكين، وتحل مشكلاتهم، ولكن كيف نبدأ في تطبيق تلك الرؤية؟ كيف نقنع الناس بأننا مختلفون عن الآخرين؟ ولماذا هذا التعريف الجديد للتسويق هو الأفضل للجميع؟ وما خطوات بناء ثقافتنا التسويقية الخاصة؟ هذا ما سنعرفه في كتابنا اليوم.
مؤلف كتاب هذا هو التسويق
سيث جودين: رجل أعمال أمريكي ومؤلف ومتحدث جماهيري، ولد عام 1960م، حصل على بكالوريوس في علوم الحاسب الآلي والفلسفة من جامعة تافتس في عام 1979م، أتبعها بماجستير من جامعة ستانفورد للأعمال، عمل مدير العلامة التجارية في Spinnaker Software بين عامي 1983م و1986م، أسس بعدها شركة للإنتاج، ثم التقى مارك هيرست وأسسا معًا شركة Yoyodyne للتسويق، وبعد عدة سنوات باع شركته الأولى، وانصب كل تركيزه على شركة التسويق، محاولًا خلق فلسفة تسويقية جديدة، عبر عدة مشروعات تجارية قام بها. أما عن التأليف، فقد حصل على جائزة Free Prize Inside فوربس الأعمال للكتاب للعام في عام 2004م، وألف عدة كتب أشهرها:
جميع المسوقين كاذبون.
البقرة الأورجوانية.
المنحدر.
معلومات عن المترجم:
إسماعيل كاظم: مترجم من ترجماته:
الطريق الأقصر إلى الثروة.
ممارسة الثقة.