تَعقَّل منذ البداية

هل سألت نفسك من قبل، ماذا أريد من الزواج؟ إذ إن الغالبية يُقدِمون على هذه الخطوة دون النّظر في ما يريدون أن يحققوه فعلًا، ويعدونها تجربة من ضمن التجارب، إلّا أن الزواج ليس للتجربة! 

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

فالزواج علاقة سامية جادّة، تُبنى على المودة والرحمة ويسودها الاحترام والسكن، فأنت حينما تتزوّج سوف تتعايش مع شخص آخر لديه عيوب وميزات، لديه احتياجات ورغبات، وستدرك وقتها أنك الآن ستتخلّى عن رِداء الأنانيّة، وستكون مسؤولًا عن تحقيق الاستقرار العاطفي والنفسي لمشاعرِ شخصٍ آخر، ويُسهم في توافر التناغم بين الزوجين عدد من النقاط، أهمّها تقوى الله تعالى، وإقامة الحوار الصحي الصريح، وإعطاء الأمان للطرف الآخر، والمساندة بالكلمات الطيبة، والصبر والتغافل، والالتزام والمسؤولية والتقدير، فالزواج ليس مهمة روتينية وواجبات تؤدَّى فقط، بل لا بد أن يتحلّى بطابع الودّ والمحبّة، وهذه المحبّة تنمو بالمواقف وتقوى مع الوقت وتحتاج إلى المسؤولية العاطفية وبذل المجهود.

ويُفضَّل الابتعاد عن المبالغات في وقت الِخطبة، حتى لا يقع الناس في حفرة الانجذاب ثم يصطدمون بالواقع! لذا نقول إن التزييف والتجمّل المبالغ به ليس في صالح الطرفين، والمطلوب هو الوضوح والصراحة والشفافية، لأن التكلّف يعمي العين عن الحقيقة، مما يؤدي إلى انهيار الزواج عند أول اختبار! وهذا نتيجة الانجراف وراء العاطفة والبذل الرهيب قبل قياس الأمور بالعقل والمنطق، لأننا إذا نظرنا إلى الأمور من زاوية العقل فسوف نستطيع تقييم العيوب، وسوف نعرف هل يمكننا التعايش أم إن التعايش وقتها سيكون نوعًا من أنواع الانتحار!

وهنا سوف نحتاج إلى بعض القواعد لنسير عليها، منها أن التنازلات المجانية منذ البداية والتضحية العمياء لها ثمن غالٍ، وربما سوف تتحوّل إلى فرضٍ عليك، كذلك أنه من غير اللائق أن تذهب إلى الشخص كي تغيره، لذا خذ من يتناسب معك منذ البداية، أيضًا لا بد أن تنتبه لأنه ما من أحد سوف يدرك احتياجاتك ما لم تتكلّم بها، وأن الزواج علاقة يُتبادَل فيها العطاء، وأنك حينما تُقدِّر ذاتك وتحترمها سوف تُعامَل على هذا الأساس.

من كوارث هذا العصر محدودية الفكر تجاه الزواج، أو بالأصح التصوّر السطحي والمثالي للحياة الزوجيّة، والنّظر في عيوب الآخر دون محاسبة النّفس على أي شيء يصدر منها، إذ إنّ اللغة السائدة في عصرنا هي لغة اللوم والتأنيب للطرف الآخر، وتجاهل السلبيات الناتجة من قِبل الذات، ولذلِك ينبغي نشر الوعي والثقافة التي تخصّ العلاقات الزوجيّة، ومعرفة حدودها وأنماطها الصحيّة السويّة.

علي موسى: كاتب مصريّ الجنسيّة، خبير في العلاقات وتطوير الذات، وتدور مؤلّفاته حول هذا النوع من الكتب، فقد ألّف كتاب: “تعافيت.. طريقك نحو التحرر من قيود التعلق العاطفي والإساءات النفسية“، وكتاب”الزم حدودك.. روشتة واقعيّة للتعافي من العلاقات المؤذية“.