أوباما وحلوى الأوريو
أوباما وحلوى الأوريو
حلوى الأوريو قطعتا بسكويت بالشوكولاته السوداء بينهما كريمة بيضاء أو العم توم، كلاهما ألقاب يطلقها الأمريكان السود على الخائنين من بني جلدتهم، من ينتصرون للبِيض أكثر من البِيض أنفسهم وينغمسون في النفاق والتملق، هذا اللقب تطلقه منظمات الحقوق المدنية للسود على باراك أوباما، ومن قبله كان كولن باول وكونداليزا رايس التي لم تختلف عن والدها الذي كان يصف المطالبين بحقوق السود بشرذمة نيجرو.
جميع رؤساء أمريكا بارعون في الخطابة والشعارات والتمثيل، أما النهج فإنه لم يتغير، بمن في ذلك أوباما الذي كان يخوض حروبًا في أفغانستان وباكستان وغيرهما في اليمن والصومال وفلسطين، وربما كان بروز نجم أوباما بسبب فشل جورج بوش الابن وخطابه الفج فاستعادت أمريكا بتنصيب أوباما كاتم صوت مسدسها وحسب!
وقال أوباما ضمن تصريحاته في جامعة رام الله أمام الطلاب الفلسطينيين: “اسمعوا جيدًا إذا كنتم تنتظرون من أمريكا أن تبتعد عن إسرائيل فأنتم واهمون. إن التزامنا والتزامي أنا شخصيًّا بأمن إسرائيل لا يقبل نقاشًا.. إن اليهود وراء نجاحي في شيكاغو، فلهم دور مركزي في هذا النجاح لهذا يتهمني السود بأنني أقرب إلى اليهود مني إلى السود”. وتلك التصريحات كافية لتظهر موقف أوباما من اليهود وفلسطين، فهو كما تقول عنه إيلينا قاضية المحكمة العليا أول رئيس أمريكي يهودي.
وعلاقة أمريكا بفلسطين خاصة، فإنشاء أمريكا لم يكن إلا انطلاقًا من فكرة الشعب المختار التي يؤمن بها اليهود، ويروي المؤرخ كونارد شيري عن تاريخ أمريكا أنه “تاريخ القناعة الراسخة بأن الأمريكيين هم الإسرائيليون فعلًا، وشعب الله المختار حقًّا”. ويقول الفيلسوف ريتشارد يوكين: “إن الإنجليز كانوا أكثر حماسًا من اليهود لتأسيس الدولة اليهودية وبناء معبد سليمان وإن صهيونيتهم هي التي صنعت الحركة الصهيونية”، وإذا كان اليهود يريدون أرض إسرائيل فإن الأمريكان يريدون كل الأرض.
الفكرة من كتاب أميركا والإبادات الجنسية
يعثر الكاتب بالمصادفة على وثيقة وضعها الدكتور الأمريكي هنري كيسنجر مستشار الأمن القومي عام 1974 بتوجيه من الرئيس جيرالد فورد تضع خطة لتعقيم نساء ثلاث عشرة من دول العالم الثالث من ضمنها مصر في خلال خمسة وعشرين عامًا، وبعد ثلاثة أعوام بدأت الحكومة الفيدرالية الإجراءات العملية، ورصدت الميزانية والوسائل الكافية لتعقيم ربع نساء العالم، واللائي كُنَّ في تقديرهم في ذلك الوقت خمسمائة وسبعين مليون امرأة!
عرَّف الكاتب فكرة أمريكا بأنها “احتلال الأرض واستبدال شعب بشعب، وثقافة وتاريخ بثقافة وتاريخ”، وهي نفسها الفكرة التاريخية لإسرائيل، شعب الله المختار المستحق وحده البقاء!
مؤلف كتاب أميركا والإبادات الجنسية
منير العكش: باحث وأستاذ الإنسانيات ومدير الدراسات العربية في جامعة سفك في بوسطن، حاز عام 1983 وسام أوروبا لحوار الحضارات، وهو مؤسس ورئيس تحرير مجلة جسور.
ألف وترجم أكثر من 22 كتابًا بالعربية والإنجليزية، ويعد من أبرز الباحثين العرب في الدراسات الأمريكية، ومن أبرز مؤلفاته:
تلمود العم سام.
هكذا تكلم محمود درويش.
أميركا والإبادات الثقافية.
أميركا والإبادات الجماعية: حق التضحية بالآخر.