لا بأس في أن تواجه الآخرين
لا بأس في أن تواجه الآخرين
من الطبيعي أن يتبع شعورك بذاتك رغبة في رفض آراء الآخرين للتعبير عن ذاتك، وبما أن التعافي من عادة إرضاء الآخرين سيكون صعبًا كما أشرنا، فيمكننا أن نستعمل وسيلة علاجية يستعملها الأطباء النفسيين مع مرضاهم وهي العلاج بالتعرض، وفيها يضعون المريض في المواقف التي تسبب له الخوف بطريقة تدريجية حتى يعتادها ويفقد خوفه الشديد منها، ولكي تستعمل هذه الطريقة مع نفسك لتعتاد مواجهة الآخرين الآخرين، عليك البدء بكتابة المواقف التي تشعر فيها بالتوتر والخوف من قول كلمة “لا” أمام الآخرين، وترتيبها في قائمة من الأسهل إلى الأصعب لتبدأ بتجريبها على هذا الترتيب، ويمكنك أن تتخيل تلك المواقف في البداية كتمرين ترى فيه نفسك وأنت تتصرف بشكل طبيعي دون أن تتوتر أو تخاف، وإن كان يُفضل أن تبدأ بممارستها على أرض الواقع لتعتاد مشاعر الرفض ومواجهة الآخرين وأنها ليست بهذا السوء كما كنت تظن، بل هي مشاعر صحية تعود عليك وعلى صحتك بالنفع لأنك تتعلم بفضلها كيفية اتخاذ القرارات التي تحمي رفاهيتك وحياتك.
وأول ما سيواجهك -بصفتك شخصًا اعتاد إرضاء الآخرين- عندما تنتبه لذاتك وترفض أي عمل إضافي يُسند إليك هو الاعتراض ممن حولك، وقد يداخلك شعور بعدم الارتياح بسبب هذا الاعتراض، ولكن الحقيقة التي عليك إدراكها أنك لست مسؤولًا عن أي شخص غير نفسك، الإحساس بالمسؤولية عمن حولك هو من صنيع عقلك، ففكر في الأجزاء التي تسيطر عليها وتُسأل عنها في حياتك وركز عليها هي فقط.
الفكرة من كتاب توقف عن إرضاء الآخرين: لا تنشغل برؤيتهم عنك، أنت الأهم
في حياتنا كثير من الأشخاص الذين لا يرفضون أي طلب ممن حولهم مهما كانت طبيعة هذا الطلب، سواء كان طلبًا هم غير ملزمين به أو طلبًا شخصيًّا أو استغلالًا من الآخرين، فهم لا يقولون “لا” أبدًا، وقد يبدو أن هذا فعل آتٍ من نفس كريمة مستعدة دائمًا لحمل أي نوع من العمل لإسعاد من حولها والتخفيف عنهم، لكن الحقيقة أن هذا الفعل آتٍ من نفس مرهقة غير قادرة على الرفض من الأساس،
فتحتمل فوق طاقتها وتحافظ على الابتسامة والأجواء المرحة من حولها لكي تنال القبول من المحيطين، وإن كان هؤلاء الأشخاص من الداخل يعانون من الأشغال الزائدة، وإن استمروا في هذه الأفعال فقد تظهر عليهم أمراض وأعراض سلبية ستكون غير قابلة للعلاج وقتها، ولهذا يطرح الكاتب هذا الكتاب ليعالج هذا النوع من السلوك بتعريفه وتحديد أسبابه ومساعدة هؤلاء الأشخاص للتوقف عن مساعدة الآخرين عندما لا يريدون، دون أن يشعروا بذنب من جراء ذلك.
مؤلف كتاب توقف عن إرضاء الآخرين: لا تنشغل برؤيتهم عنك، أنت الأهم
باتريك كينغ: متخصص في التفاعلات الاجتماعية، ومدرب تواصل ومهارات اجتماعية في سان فرانسيسكو وكاليفورنيا، وهو أيضًا الكاتب الأكثر مبيعًا على أمازون في مجال العلاقات، وله عديد من المؤلفات، من أبرزها:
تحدث أمام الجميع بجاذبية: تعلم فن الارتجال والحوار الممتع.
اقرأ الناس كأنهم كتاب.
فن التأثير على الآخرين.
معلومات عن المترجمة:
أسماء عرفة: مترجمة وكاتبة مصرية تخرجت في كلية الألسن بجامعة عين شمس، وعملت صحفية رياضية ومراسلة إذاعية، وبعدها تفرغت للعمل محررة أدبية في دار دون للنشر، صدر لها عديد من الكتب والروايات المترجمة مثل:
ثلاثة رجال في قارب.
علم اقتناء الثروة.
ما تحتاجه لتكون سعيدًا.