إهمال الذات والأفكار السلبية
إهمال الذات والأفكار السلبية
إن أوضح عيوب إرضاء الآخرين أنك تنسى نفسك وتظلمها وتحمّلها ما لا تطيق بمحاولتك تلبية رغبات كل من حولك، ونسيانك لنفسك سيجعل الجميع يعدونك “الشخص المتاح” الذي يؤدي أعمال غيره بكل رضا، واستمرارهم في التعامل مع هذه الصورة سيملّك الحزن والكآبة منك، لأن هذه الصورة لا تعكس قيمتك الحقيقية وما أنت قادر على فعله، بل تعكس الصورة التي تفقد القدرة على الاستمتاع بالحياة لأن الآخرين يستمرون في استغلالك بسببها ولا تستطيع حتى أن تبدي الحزن، لأن اعتيادك إرضاء الآخرين يجبرك على الابتسام وادعاء المرح دون أن تبدي أن هناك خطبًا ما فيك.
وهذه الآثار السلبية كلها منطلقة من الأفكار السلبية التي نرى بها أنفسنا والعالم من حولنا، فعندما نرى أنفسنا أشخاصًا غير مستحقين للحب من الآخرين، نتعامل على هذا الأساس ونبحث عن سبل لسد هذا الاحتياج إلى الحب وتعويضه بإرضاء الآخرين من حولنا، لاعتقادنا الخاطئ أن عمل كل ما يريدونه سيمنحنا قبولًا وحبًّا من ناحيتهم، وهذه الطريقة في التفكير تسبب لنا دائمًا الذعر والقلق من رفضهم لنا بالرغم مما نفعله لإرضائهم، وفي أحيان كثيرة يقودنا خوفنا من حدوث الأسوأ إلى صنعه بأيدينا دون أن ندري، فلا يرضى الآخرون عنا ولا نشعر بالقبول نحو أنفسنا، فكل شيء يبدأ من الأفكار التي تبنيناها عن أنفسنا، وأول ما ستفعله هو أن تدرك وجود تلك الأفكار السلبية، ثم الاتجاه إلى تغييرها بأفكار حقيقية بناءة أكثر إيجابية لترى بها نفسك.
الفكرة من كتاب توقف عن إرضاء الآخرين: لا تنشغل برؤيتهم عنك، أنت الأهم
في حياتنا كثير من الأشخاص الذين لا يرفضون أي طلب ممن حولهم مهما كانت طبيعة هذا الطلب، سواء كان طلبًا هم غير ملزمين به أو طلبًا شخصيًّا أو استغلالًا من الآخرين، فهم لا يقولون “لا” أبدًا، وقد يبدو أن هذا فعل آتٍ من نفس كريمة مستعدة دائمًا لحمل أي نوع من العمل لإسعاد من حولها والتخفيف عنهم، لكن الحقيقة أن هذا الفعل آتٍ من نفس مرهقة غير قادرة على الرفض من الأساس،
فتحتمل فوق طاقتها وتحافظ على الابتسامة والأجواء المرحة من حولها لكي تنال القبول من المحيطين، وإن كان هؤلاء الأشخاص من الداخل يعانون من الأشغال الزائدة، وإن استمروا في هذه الأفعال فقد تظهر عليهم أمراض وأعراض سلبية ستكون غير قابلة للعلاج وقتها، ولهذا يطرح الكاتب هذا الكتاب ليعالج هذا النوع من السلوك بتعريفه وتحديد أسبابه ومساعدة هؤلاء الأشخاص للتوقف عن مساعدة الآخرين عندما لا يريدون، دون أن يشعروا بذنب من جراء ذلك.
مؤلف كتاب توقف عن إرضاء الآخرين: لا تنشغل برؤيتهم عنك، أنت الأهم
باتريك كينغ: متخصص في التفاعلات الاجتماعية، ومدرب تواصل ومهارات اجتماعية في سان فرانسيسكو وكاليفورنيا، وهو أيضًا الكاتب الأكثر مبيعًا على أمازون في مجال العلاقات، وله عديد من المؤلفات، من أبرزها:
تحدث أمام الجميع بجاذبية: تعلم فن الارتجال والحوار الممتع.
اقرأ الناس كأنهم كتاب.
فن التأثير على الآخرين.
معلومات عن المترجمة:
أسماء عرفة: مترجمة وكاتبة مصرية تخرجت في كلية الألسن بجامعة عين شمس، وعملت صحفية رياضية ومراسلة إذاعية، وبعدها تفرغت للعمل محررة أدبية في دار دون للنشر، صدر لها عديد من الكتب والروايات المترجمة مثل:
ثلاثة رجال في قارب.
علم اقتناء الثروة.
ما تحتاجه لتكون سعيدًا.