نظرة على العلوم الطبيعية.. سؤال المهنة
نظرة على العلوم الطبيعية.. سؤال المهنة
ومع الحديث عن الحياة العملية، هناك هذا السؤال الذي يجدر به أن يؤرق الناشئ، وهو على مشارف الدخول إلى حياة الكبار والارتباط بقواعدهم، وهو سؤال المهنة؛ كثيرًا ما يعتمد النشء في هذا القرار على ما تميل إليه نفوسهم من حرفة أو مجال ما ليشتغل به، لكن هذا لا يضمن له حسن الاختيار، فليس ضروريًّا أن يعمل الإنسان أو يشتغل بما تميل إليه نفسه، بل ينبغي بالرأي الفاصل في هذا القرار أن يكون لتلك المادة التي قد تغير من شكل حياته القادمة، على الناشئ أن يختار تلك المهنة التي تضمن له ولأهله الحياة الكريمة، وتنزل من المجتمع منزلة الضرورة، فمهنة الطبيب على سبيل المثال، غير أنه يحفظ صحته وصحة أهله، لا تقف على دولة بعينها ولا تختلف باختلاف الناس، كما أنها لا تغلق الباب أمام صاحبها عن التطلع نحو ما تميل إليه نفسه، فكم من الأطباء في ساحات الشعر وأعمدة الصحف، ومجالس السياسة.
ومع الحديث عن الحياة العملية، هناك هذا السؤال الذي يجدر به أن يؤرق الناشئ، وهو على مشارف الدخول إلى حياة الكبار والارتباط بقواعدهم، وهو سؤال المهنة؛ كثيرًا ما يعتمد النشء في هذا القرار على ما تميل إليه نفوسهم من حرفة أو مجال ما ليشتغل به، لكن هذا لا يضمن له حسن الاختيار، فليس ضروريًّا أن يعمل الإنسان أو يشتغل بما تميل إليه نفسه، بل ينبغي بالرأي الفاصل في هذا القرار أن يكون لتلك المادة التي قد تغير من شكل حياته القادمة، على الناشئ أن يختار تلك المهنة التي تضمن له ولأهله الحياة الكريمة، وتنزل من المجتمع منزلة الضرورة، فمهنة الطبيب على سبيل المثال، غير أنه يحفظ صحته وصحة أهله، لا تقف على دولة بعينها ولا تختلف باختلاف الناس، كما أنها لا تغلق الباب أمام صاحبها عن التطلع نحو ما تميل إليه نفسه، فكم من الأطباء في ساحات الشعر وأعمدة الصحف، ومجالس السياسة.
الفكرة من كتاب من والد إلى ولده: رسائل في التربية والتعليم والآداب
إن مشاعر البشر، على شدة تقلبها واختلافها، لا توجد بها عاطفة أكثر قوة وصفاءً من مشاعر الآباء تجاه أبنائهم وحبهم لهم، قد تسطو أحيانًا على نفس المرء عواطف أخرى، مثل الانتقام والطموح، لكنها تظل مشوبة بالأنانية متعلقة برغبات دنيئة، أما حب الوالد لولده، فلا فعل يُثنيه عنه، ولا طائل ينتظره الأب من هذا الولد ليبذل له حبه وحنانه، بل يُفني الأب نفسه في هذا الحب، ويسهر على رعايته الليل والنهار، حتى يتم سناه، ويرى ابنه قد سما عليه في سماء المجد، فلا حسد ولا مقت، لكنها سعادة تفضحها الدموع.
نطلع في هذه المراسلات العذبة، بين الأستاذ أحمد حافظ وولده، على شيء من هذا الحب، إذ يُسدي الأب الأديب الذي خبر أمور السياسة، وذاق من الحياة ما ذاق، إلى ولده خلاصة تجربته، ويُرشده إلى الصراط الذي يُعده لبلوغ المعالي، وهي نصائح جديرة بكل مُربٍّ أن يقرأها بتمعن، ثم يُنزلها على الحال الذي يريد، نفثات من صدر والدٍ مُحب إلى قلب ابن بار إن شاء الله.
مؤلف كتاب من والد إلى ولده: رسائل في التربية والتعليم والآداب
أحمد حافظ عوض بك: الكاتب والأديب والسياسي، ولد عام 1874م، في مدينة دمنهور بالبحيرة، حيث التحق بالكُتاب، ثم أتم تعليمه في الأزهر، عمل سكرتيرًا خاصًّا ومترجمًا للخديوي عباس حلمي الثاني، وشغل منصب رئيس تحرير جريدة المؤيد، ثم أصدر صحيفتي الأهالي والآداب، من مؤلفاته:
فتح مصر الحديث: نابليون بونابرت في مصر.
رواية اليتيم.