قوة الروتين
قوة الروتين
يعتقد البعض منا أن الروتين يدعو إلى الملل وهذا بسبب التخيل السائد حول أن الروتين يعني أن نمضي عدد ساعات معينًا جالسين على المكتب نفسه كل يوم، وهذا الفعل يمنعنا من الشعور بالسعادة التي تعني لنا أن نسعى نحو المزيد دون الالتفات إلى التفكير في المزيد من “ماذا؟”، والحقيقية أن السعادة لا تأتي من خلال الأشياء المتغيرة واللحظية، بل إنها تأتي بعد مقاومة وتضحية، ويمكن التغلب على مشاعر التضحية من خلال دمج مهمة ما في جدولك الطبيعي، وأن تقهر المقاومة بالنظام، فالأهمية القصوى للروتين تكمن في أن الاعتياد يخلق نوعًا من المزاج يعمل على تحقيق النمو الشخصي الذي لا يتحقق في حالة القفز المستمر نحو الهاوية وراء أشياء لا نرغب فيها، بل تُملى علينا،
فالعقل اللا واعي في حالة عدم الالتزام بالروتين يُعد حقل ألغام من خلاله يمكن لأي شخص أن يقنعك بأشياء لا تريدها، وهذا هو السبب في كونك تتبعه حينما تكون بين خيارين، أن تقضي الليلة في إنجاز عرضك التقديمي المقام غدًا أو أن تتناول مشروبك وتسهر تاركًا هذا العمل، فأنت بالطبع تنساق إلى الراحة التي يدعوك إليها وهذا لا يمكن أن يحدث في حال كنت سلمت دفة القيادة إلى عقلك الواعي، الذي يتخذ قراراته بناءً على روتين يومك وليس رغباتك اللحظية.
وميزة عمل روتين ننظم فيه أنشطتنا اليومية هي الوقاية من غريزة “الكر والفر fight or flight” التي تجعلنا نشعر بالخوف من فعل الأشياء المهمة في حياتنا لأننا نواجه شيئًا مجهولًا، ولهذا نرى أن الأشخاص الذين يحافظون على عادات مستمرة يشعرون بالراحة والقدرة على الاستمتاع بما يعملون، وهذا الأمر ينطبق على شعورنا بالأمان في الطفولة حينما كنا نمتلك نظامًا معينًا لسير يومنا، وهذا ينبع من كوننا نعرف ما سنفعله، لأننا فعلناه من قبل.
الفكرة من كتاب 101 حيلة نفسية لترويض العقل وتغيير الحياة
تبين الكاتبة في هذا الكتاب وسائل للتعرف على الذات وكيفية الاستفادة من الروتين للوصول إلى أهدافنا، وتوضح مفهوم السعادة وأنواعها وهل معنى أن يكون الشخص سعيدًا أن يتخلى عن الرغبة في تحقيق مزيد من الأهداف ويكتفي بما وصل إليه، كما تدلنا على وسائل لنصبح أذكياء عاطفيًّا، وتفسح لنا الطريق لإجراء مقارنة منطقية بين التفكير الإيجابي والسلبي، وأخيرًا تنصحنا بعمل ديتوكس لعقولنا كما نفعل الأمر ذاته مع أجسادنا.
مؤلف كتاب 101 حيلة نفسية لترويض العقل وتغيير الحياة
بريانا وايست: كاتبة وشاعرة أمريكية لديها عديد من الكتب المتعلقة بالنمو الشخصي وتطوير الذات، وتعد كتبها من أفضل الكتب الأكثر مبيعًا حول العالم، وتُترجم إلى أكثر من 20 لغة.
ومن أبرز مؤلفاتها:
The Mountain Is You: Transforming Self-Sabotage Into Self-Mastery.
When You’re Ready, This Is How You Heal.
The Truth About Everything.
معلومات عن المترجم:
دينا المهدي: مترجمة مهتمة بترجمة الأعمال التي لها علاقة بتطوير الذات والعلاقات العاطفية منها:
– كتاب مؤهل للحب، لاستان تاتكين.
– كتاب فن التعافي، الصادر عن مؤسسة Thought catalog.