أن تكون سعيدًا
أن تكون سعيدًا
يرى بعض الأشخاص أنفسهم غير سُعداء لما يمرون به من ظروف يعتقدون أنها سبب في تعكير صفو حياتهم وأنها تمنعهم الوصول إلى السعادة الحقيقة، أو أنهم للوصول إلى السعادة عليهم التخلي عن تحقيق المزيد، ولكن الحقيقة أننا من ندمر سعادتنا لعدم رغبتنا في تحمل المسؤولية والتصديق بأن السعادة اختيار وأنها نتاج ممارسات مقصودة عن وعي وإدراك، وتبدأ حينما نتخذ قرارًا بالالتزام بهذه الممارسات.
وتأكيدًا لكون السعادة اختيارًا غير مرتبط بظروف معينة يمكن أن تنظر إلى الإحصاءات التي تُشير إلى أن أكثر الدول سعادة هي التي تكون في حالة الفقر، كما أن أكثر الأشخاص سلامًا ماتوا ولم يكن بحوزتهم إلا القليل، والعامل المشترك بينهم هو إحساسهم بالهدف والانتماء والحب وكلها أمور يمكن أن تُنميها بغض النظر عن ظروفك المادية والاجتماعية، فتغييرك “لخط الأساس المرجعي base line” أمر متوقف عليك، وإن كنت تتساءل عن ماهية هذا الخط فهو خط تخيلي وضعه علماء النفس لتحديد الحد الأقصى للمشاعر الإيجابية التي نسمح لأنفسنا بالوصول إليها، فهو يمثل مقدار السعادة التي نشعر بها بصورة طبيعة ونعود إليها عند وقوع أحداث تتسبب في حزننا مؤقتًا.
وقد قسم إيريك جريتينس السعادة ثلاثة أنواع، شبهها بالألوان الأساسية التي تتكون منها ألوان الطيف وهي: سعادة المتعة التي تتمثل في الأمور الحسية بدرجة كبيرة، وهي التي تشعر بها عندما تأكل وجبة شهية وأنت جائع أو تستيقظ في فراش دافئ، أما سعادة النعمة فهي المتمثلة في الامتنان للأشياء التي تملكها كأن تحمد الله على أن رزقك من تحب، وأخيرًا سعادة التفوق أو سعادة السعي وهي التي تأتي نتيجة السعي إلى أمر عظيم، ولا تتمثل في لحظة الوصول، بل في حب عمل شيء ذي معنًى وقيمة، ويحتل هذا النمو من السعادة أعلى درجات مثلث ماسلو للاحتياجات، ويتجنب الكثيرون هذا النوع من السعادة لأنه مُتعب ويحتاج إلى جهد واستمرار، كما أن عائده غير سريع كباقي أنواع السعادة.
الفكرة من كتاب 101 حيلة نفسية لترويض العقل وتغيير الحياة
تبين الكاتبة في هذا الكتاب وسائل للتعرف على الذات وكيفية الاستفادة من الروتين للوصول إلى أهدافنا، وتوضح مفهوم السعادة وأنواعها وهل معنى أن يكون الشخص سعيدًا أن يتخلى عن الرغبة في تحقيق مزيد من الأهداف ويكتفي بما وصل إليه، كما تدلنا على وسائل لنصبح أذكياء عاطفيًّا، وتفسح لنا الطريق لإجراء مقارنة منطقية بين التفكير الإيجابي والسلبي، وأخيرًا تنصحنا بعمل ديتوكس لعقولنا كما نفعل الأمر ذاته مع أجسادنا.
مؤلف كتاب 101 حيلة نفسية لترويض العقل وتغيير الحياة
بريانا وايست: كاتبة وشاعرة أمريكية لديها عديد من الكتب المتعلقة بالنمو الشخصي وتطوير الذات، وتعد كتبها من أفضل الكتب الأكثر مبيعًا حول العالم، وتُترجم إلى أكثر من 20 لغة.
ومن أبرز مؤلفاتها:
The Mountain Is You: Transforming Self-Sabotage Into Self-Mastery.
When You’re Ready, This Is How You Heal.
The Truth About Everything.
معلومات عن المترجم:
دينا المهدي: مترجمة مهتمة بترجمة الأعمال التي لها علاقة بتطوير الذات والعلاقات العاطفية منها:
– كتاب مؤهل للحب، لاستان تاتكين.
– كتاب فن التعافي، الصادر عن مؤسسة Thought catalog.