مُعالجة الاضطرابات النفسية
مُعالجة الاضطرابات النفسية
إن الفهم التطوري للحالة المزاجية وتقبلها أمر حيوي في علاج الاضطرابات النفسية، إذ إن إدراك المرضى لفوائد مشاعرهم السلبية يُمَكنهم من معايشة المخاطر وعدم الهروب منها، ومع ذلك فمن المهم أن يعمل المعالج النفسي على تخفيف ألم مرضاه وإن كان يراه طبيعيًّا ومفيدًا.
وتشتمل علاجات اضطرابات القلق والاكتئاب على مزيج من العلاج النفسي والدوائي، إذ إن الدواء يسمح للعقل والجسم بالتأقلم مع البيئة المحيطة على أنها آمنة، ويستمر هذا التأثير حتى بعد التوقف عن الدواء، وقد أثبتت الدراسات فاعلية العلاج بالتعرُّض Exposure therapy في منع تطور اضطراب التوتر والقلق الحاد، وهو تقنية تتضمن تعريض المريض لما يخشاه والتفاعل معه مما يخلصه من مخاوفه، كما يُعد الاسترخاء والتأمل من العلاجات السلوكية الفعالة للاكتئاب.
وبالإضافة إلى الأدوية والعلاج النفسي يمكن أن تُعالج المشاعر السلبية والاضطرابات النفسية بمزيد من الحب والاهتمام، إذ إن جميع البشر يختبرون الألم والمعاناة، ومع ذلك فهم يتمتعون بقدرة على المشاركة وحب الآخرين، فالانجذاب إلى شركاء أصحاء وأغنياء ويتمتعون بصفات اجتماعية مرغوبة كالإيثار والكرم والولاء، يمنح الذرية أفضل مِيزَة وراثية ممكنة، وعلى مدى أجيال سيؤدي هذا النوع من الاختيار إلى وجود عدد كبير من الأشخاص ذوي الخصال الجيدة.
ولكن هل البشر مجبرون على القيام بتصرفات نبيلة والتحلي بصفات أخلاقية لخدمة الجوانب البيولوجية فقط؟
في الواقع لا، إذ إن البشر يمتلكون الوعي الذي يستطيع لَيَّ ذراع التأثير الجيني، فقد لا تجد الزوجة ثِقلًا من خدمة زوجها طريح الفراش، ولا يجد الزوج مشكلة في قضاء حياته مع زوجة لا تُنجب، وقد يموت أحدهم دفاعًا عن غريب لا يعرفه، فالبشر لديهم القدرة على الحب الخالص والإيثار دون انتظار المقابل، والمرضى الذين وجدوا المودة والسكينة والرحمة تتحسن حالتهم في المعتاد، ففي الحب شفاء للأمراض التي عجز الطب عن علاجها.
الفكرة من كتاب أسباب وجيهة للمشاعر السيئة: أحدث الأفكار في مجال الطب النفسي التطوري.
هل سبق أن انتابتك مشاعر سلبية كالغضب أو الحزن أو القلق ولم تجد حلًّا للتخلص منها؟ هل تساءلت يومًا لماذا تشعر بالغيرة والفقد والخوف؟ ولماذا لا يزال الجنس البشري يتعامل مع كثير من الاضطرابات النفسية والبدنية على الرغم من تطور العلم والتكنولوجيا؟
ولأننا جميعًا نبحث عن إجابات لمثل هذه التساؤلات، جاء إلينا هذا الكتاب ليوضح ماهية المشاعر السلبية وكيف يمكن أن تضم في طياتها منافع، ويوضح الأسباب التي جعلت الانتخاب الطبيعي يترك البشر عرضة للإصابة بالمرض، مما يساعد على معرفة السبب الجذري للاضطرابات النفسية والعقلية ويجعل العلاج أكثر فاعلية.
مؤلف كتاب أسباب وجيهة للمشاعر السيئة: أحدث الأفكار في مجال الطب النفسي التطوري.
راندولف إم نيس: طبيب وعالم ومؤلف أمريكي، وأحد أهم المشاركين في تأسيس مجال الطب التطوري، وزميل الجمعية الأمريكية للأطباء النفسيين، كما عمل أستاذًا للطب النفسي في جامعة ميشيجان، ومدير مركز التطور والطب في جامعة أريزونا.
أهم مؤلفاته:
Why we get sick: The new science of Darwinian medicine.
Evolution and Healing.
معلومات عن المترجم:
محمد فتحي خضر: مترجم مصري تخرج في قسم اللغة الإنجليزية بكلية التربية عام 1999م، وتعاون مع مؤسسات عربية مرموقة في ترجمة ومراجعة عشرات الكتب في مجالات مختلفة، ومن أبرزها:
العادات الذرية: منهج سهل لبناء عادات جيدة والتخلص من العادات السيئة.
بهجة الحياة البسيطة: دليلك إلى التخلص من الفوضى، وإلى التنظيم والبساطة.
التطور: مقدمة قصيرة جدًّا.