الغرفة رقم 8
الغرفة رقم 8
نرى في هذه الغرفة كمًّا هائلًا من الدخان، ومِن ثم يُمكنك أن تستنتج أي نوع من المُدمِنين هؤلاء، إنهم مُدمِنو النِيكُوتِين أو المُدخنون، ويُعد التدخين من أكثر العادات سوءًا وضررًا، إذ اكتُشِفَ أن مادة النِيكُوتِين من أكثر مسببات الوفاة، لكن الإنسان يتمسك بها بسبب ما تُحققه من سعادة مؤقتة بفضل إفراز مادة الدوبامين التي تتفاعل مع مركز الإحساس في المخ، فالرجال يعتقدون أنها تساعدهم على التركيز والانتباه، والنساء يلجأن إليها بهدف الحد من العصبيَّة والتوتر.
وقد حسمت دار الإفتاء الجدل حول تحريم التدخين من باب لا ضرر ولا ضرار، فكل ما يضر ويؤثر في الصحة العامة للمدخن وللمجتمع حرام شرعًا، فمادة النِيكُوتِين تتفكك في الكبد إلى ما يُقارب عشرين مادة مختلفة تتوزع عبر الدم بين الأعضاء الحيويَّة كافة، لتُعرِّض الفرد لمشكلات وأضرار صحيَّة كالإصابة بالأمراض السرطانيَّة والقلبيَّة، إلى جانب تأثيرها الاجتماعي والنفسي، فالمُدخن لا يتمكن من المشاركة في الأنشطة الاجتماعيَّة التي تحظر التدخين، ويُهدر وقته وأمواله في التدخين ويظن أنه سيُصبح أكثر سعادة، لكنه يُصبح أكثر عُرضة للإصابة بالاكتئاب الحاد.
وليتعافى المدخن عليه أن يطلب الدعم من المُحيطين به، ويبتعد عن المحفزات المساعدة للتدخين كشرب القهوة، ويُشارك في الأنشطة التي تحظر التدخين، وينمي الوازع الديني، وقد يلجأ في المراحل الأخيرة إلى الأدوية.
الفكرة من كتاب غرف إدمان
لدينا بناية مُكونة من غرف عِدَّة، كل غرفة يعاني قاطنوها عادة إدمانيَّة تُهدد صِحتهم النفسيَّة والجسديَّة، وعلى الرغم من وعيهم بالآثار السلبيَّة لتلك العادة فإنهم يظلون أسيري الغرفة، فهل الخروج منها مستحيل؟ وما الأسباب التي ساقتهم إليها؟ وما أثر مُكْثهم فيها لفترة طويلة؟
يسمح لنا الكتاب بالاقتراب من عشر غرف، لنعرف الأسباب التي دفعت قاطنيها إلى تلك العادة، وآثارها الاجتماعيَّة والنفسيَّة والجسديَّة، وسُبل الوقاية والعلاج.
مؤلف كتاب غرف إدمان
محمود علام: كاتب مصري من مواليد مدينة بنها بمحافظة القليوبية، حاصل على درجة الليسانس من كلية الحقوق جامعة بنها، وعلى درجة الماجستير في الإرشاد النفسي والأسري والطفولة، بالإضافة إلى دبلومتين في تنمية الموارد البشريَّة، ودبلومة مُدرب مُعتمد، صدر له عدد من المؤلفات، منها:
كلام في القلب.
علاقات مرهقة.
الهروب إلى الواقع.