الغرفة رقم 3
الغرفة رقم 3
يقطن هنا مُدمنو الترند، ولفظ الترند هو لفظ انتشر بعد انتشار مواقع التواصل الاجتماعي وهو مُرتبط بالشُّهرة، وفكرة حب الشهرة والظهور ليست حديثة النشأة بل هي نزعة فطريَّة، وقد يفعل الإنسان أي شيء من أجل الظهور، ويتضح ذلك جليًّا عند النظر إلى اليوتيوبرز والبلوجرز الذين أصبحوا يوثوقون يومهم منذ لحظة الاستيقاظ حتى لحظة النوم، ويشاركون حياتهم ومشكلاتهم الشخصيَّة، وقد يظهرون بشكل أو بثوب غير لائق، والسؤال الذي يطرح نفسه، ما الذي يدفعهم إلى فعل ذلك؟
من الأسباب التي تدفعهم إلى هوس الشهرة هي التنشئة الأسرية غير السليمة، والرغبة في الكسب المادي، وغياب القدوة المجتمعيَّة وغياب الوازع الديني، وعدم وجود رقابة رادعة، والمصابون بهذا النوع من الهوس يشعرون بانعدام القيمة والعزلة، وقد يصابون بالاكتئاب والجنون الذي قد يدفعهم إلى انعدام الشغف الحياتي والميول الانتحاريَّة.
ولتفادي تفشي هوس الشهرة ينبغي وجود رقابة واحتواء أسري، وتنمية الوازع الديني، وخلق برامج تأهيليَّة وتوعويَّة بكل الوسائل الممكنة، والحث على ممارسة الأنشطة الرياضيَّة والثقافيَّة والفنيَّة، كما ينبغي أن يتلقى المُصاب علاجًا سلوكيًّا فرديًّا وجماعيًّا من قِبل متخصص، وعلاجًا دوائيًّا إذا استدعى الأمر.
الفكرة من كتاب غرف إدمان
لدينا بناية مُكونة من غرف عِدَّة، كل غرفة يعاني قاطنوها عادة إدمانيَّة تُهدد صِحتهم النفسيَّة والجسديَّة، وعلى الرغم من وعيهم بالآثار السلبيَّة لتلك العادة فإنهم يظلون أسيري الغرفة، فهل الخروج منها مستحيل؟ وما الأسباب التي ساقتهم إليها؟ وما أثر مُكْثهم فيها لفترة طويلة؟
يسمح لنا الكتاب بالاقتراب من عشر غرف، لنعرف الأسباب التي دفعت قاطنيها إلى تلك العادة، وآثارها الاجتماعيَّة والنفسيَّة والجسديَّة، وسُبل الوقاية والعلاج.
مؤلف كتاب غرف إدمان
محمود علام: كاتب مصري من مواليد مدينة بنها بمحافظة القليوبية، حاصل على درجة الليسانس من كلية الحقوق جامعة بنها، وعلى درجة الماجستير في الإرشاد النفسي والأسري والطفولة، بالإضافة إلى دبلومتين في تنمية الموارد البشريَّة، ودبلومة مُدرب مُعتمد، صدر له عدد من المؤلفات، منها:
كلام في القلب.
علاقات مرهقة.
الهروب إلى الواقع.