الغرفة رقم 1
الغرفة رقم 1
يقطن هنا مُدمِنو مواقع التواصل الاجتماعي، ففي ظل التطورات التي شهدها العصر الحالي ظهرت منصات التواصل الاجتماعي، وهي سلاح ذو حدين، فالمنصات تُيسر التواصل الإيجابي، وتُقرب المسافات، وتُيسر العمليات التعليميَّة والمهنيَّة، لكنها تُهدر الوقت وتضرب الجهاز العصبي فتُسبب اضطرابات النوم، وتخلق حالة من العزلة الأسريَّة التي تؤدي إلى ظهور أمراض نفسيَّة كالتوحد والفُصام، وتُعرض الفرد لحالة من تبلد المشاعر إلى جانب الخمول والكسل، كما أنها صارت وسيلةً من خلالها تُنتهك الخصوصية، ومصدرًا للشائعات وإثارة الفتن والبلبلة.
وعلى الرغم من الوعي بتلك الآثار السلبيَّة تجد مدمني التكنولوجيا يتمسكون بالهاتف، ويمضون معه وقتًا طويلًا بسبب الإهمال الأسري، أو للهروب من المشكلات الأسريَّة، أو لوجود كثير من المُسليات الجذابة والسارقة للوقت، وليتخلص مدمن مواقع التواصل الاجتماعي من هذه الآفة، لا بد أن يعترف بوجودها أولًا، ثُمَّ يحاول أن يستعيد حياته من خلال إبلاغ المُقربين للحصول على الدعم، وحذف التطبيقات المُهدرة للوقت والعديمة الجدوى، وتحديد جدول زمني للتطبيقات الأخرى، وتقليل الأصدقاء الافتراضيين، وإعادة ترتيب الأولويات والالتزامات، والانغماس في أنشطة ذهنيَّة وبدنيَّة بعيدًا عن العالم الافتراضي.
الفكرة من كتاب غرف إدمان
لدينا بناية مُكونة من غرف عِدَّة، كل غرفة يعاني قاطنوها عادة إدمانيَّة تُهدد صِحتهم النفسيَّة والجسديَّة، وعلى الرغم من وعيهم بالآثار السلبيَّة لتلك العادة فإنهم يظلون أسيري الغرفة، فهل الخروج منها مستحيل؟ وما الأسباب التي ساقتهم إليها؟ وما أثر مُكْثهم فيها لفترة طويلة؟
يسمح لنا الكتاب بالاقتراب من عشر غرف، لنعرف الأسباب التي دفعت قاطنيها إلى تلك العادة، وآثارها الاجتماعيَّة والنفسيَّة والجسديَّة، وسُبل الوقاية والعلاج.
مؤلف كتاب غرف إدمان
محمود علام: كاتب مصري من مواليد مدينة بنها بمحافظة القليوبية، حاصل على درجة الليسانس من كلية الحقوق جامعة بنها، وعلى درجة الماجستير في الإرشاد النفسي والأسري والطفولة، بالإضافة إلى دبلومتين في تنمية الموارد البشريَّة، ودبلومة مُدرب مُعتمد، صدر له عدد من المؤلفات، منها:
كلام في القلب.
علاقات مرهقة.
الهروب إلى الواقع.