الغرفة رقم 2
الغرفة رقم 2
وهنا نؤكد مرة أخرى أن الأنشطة الذهنية والبدنية لا بد أن تكون بعيدة عن العالم الافتراضي حتى لا نُصبح من قاطني الغرفة رقم اثنين، وهم مُدمِنو الألعاب الإلكترونيَّة. كانت الألعاب منذ وقت قريب تتسم بجانب اجتماعي وتسهم في تنمية المهارات والذكاء حتى ظهر الحاسوب ليصبح اللعب منفردًا، أو جماعيًّا لكن في جو يسوده الصمت، ثُمَّ ظهرت ألعاب المحمول العادية، وهي ممتعة لكنها مُهدرة للوقت، ومع تطور الهاتف المحمول تطورت الألعاب وأصبحت تُخاطب الحواس الانفعالية.
وهذا يؤثر بالفعل في الفرد، ويختلف هذا التأثير باختلاف السن، فهي تُصيب الأطفال بالتوحد وزيادة العدوانيَّة وضعف النظر وضعف القُدرات العقليَّة والمهاريَّة، أما المراهقون فهي تُسهم في عزلتهم الاجتماعيَّة، وخلق حالة من اللا مبالاة وعدم الرغبة في المشاركة في أي أنشطة مُجتمعيَّة، ولا يسلم الكبار، فهم يميلون أيضًا إلى العزلة، وقد يصابون بأمراض نفسيَّة كالاكتئاب والقلق المُستمر، وأمراض جسديَّة كالصداع، واضطرابات النوم، وألم الفقرات، وضعف النظر.
وعلاج هذا النوع من الإدمان ينقسم ثلاثة أنواع، النوع الأول هو علاج دوائي ويُلجَأ إليه إذا ظهرت أي علامات لأمراض نفسيَّة حادة كالاكتئاب، والنوع الثاني هو العلاج المعرفي السلوكي وهو عبارة عن جلسات لتغيير نمط الحياة، أما النوع الثالث فهو العلاج التحفيزي الذي يحث على ممارسة الأنشطة الرياضيَّة، والتواصل الأسري، وتربية الحيوانات الأليفة.
الفكرة من كتاب غرف إدمان
لدينا بناية مُكونة من غرف عِدَّة، كل غرفة يعاني قاطنوها عادة إدمانيَّة تُهدد صِحتهم النفسيَّة والجسديَّة، وعلى الرغم من وعيهم بالآثار السلبيَّة لتلك العادة فإنهم يظلون أسيري الغرفة، فهل الخروج منها مستحيل؟ وما الأسباب التي ساقتهم إليها؟ وما أثر مُكْثهم فيها لفترة طويلة؟
يسمح لنا الكتاب بالاقتراب من عشر غرف، لنعرف الأسباب التي دفعت قاطنيها إلى تلك العادة، وآثارها الاجتماعيَّة والنفسيَّة والجسديَّة، وسُبل الوقاية والعلاج.
مؤلف كتاب غرف إدمان
محمود علام: كاتب مصري من مواليد مدينة بنها بمحافظة القليوبية، حاصل على درجة الليسانس من كلية الحقوق جامعة بنها، وعلى درجة الماجستير في الإرشاد النفسي والأسري والطفولة، بالإضافة إلى دبلومتين في تنمية الموارد البشريَّة، ودبلومة مُدرب مُعتمد، صدر له عدد من المؤلفات، منها:
كلام في القلب.
علاقات مرهقة.
الهروب إلى الواقع.