حرب فيروسات بدلًا من الأسلحة النووية؟
حرب فيروسات بدلًا من الأسلحة النووية؟
ذكرنا الأسلحة الرقمية المتطورة في الفقرة السابقة، فهل يمكن أن نرى حربًا رقمية بين دولتين بشكل معلن؟ وما الأسلحة الرقمية المستخدمة؟ الأسلحة الرقمية هي الفيروسات المختلفة والمعقدة التي تستهدف أنظمة البنية التحتية لدولة ما، فمن محطات مصادر الطاقة كالكهرباء إلى المطارات والأهداف العسكرية الاستراتيجية، كلها تقع تحت تهديد الفيروسات، خرج أول سلاح رقمي للوجود تحت اسم فيروس stuxnet بصناعة أمريكية لاستهداف البرنامج النووي الإيراني، وهو ما يطرح سؤالًا مثيرًا آخر، لنفترض أن دولة شنت حربًا رقمية على أخرى، فهل يمكن للأخرى أن تدافع عن نفسها باستخدام هجوم مادي بالصواريخ؟
نعم، تبيح تالين Tallinn ذلك، وهي النسخة المتوافقة مع الأنشطة الرقمية للقانون الدولي، في محاولة من العالم لضبط سباق التسليح الرقمي الذي انطلق بين ثلاثين دولة، لدرجة أن أمريكا لديها فرق عسكرية متخصصة تدافع عن مصالحها وبنيتها التحتية عبر الإنترنت ضد مختلف التهديدات، ورغم ذلك تشير بعض الادعاءات إلى أن روسيا أثرت في نتائج الانتخابات الأمريكية لعام ألفين وستة عشر، مما أثبت أن الإنترنت ليس فقط مكانًا للحصول على المعلومات وقضاء وقت ممتع، بل هو ساحة معركة حقيقية.
ولا توجد حرب بلا تجسس، فقبل ضرب الأهداف العسكرية أو التأثير في طريقة تواصل الأفراد أو نقلهم للغذاء، تُسرق البيانات التي تساعد على ذلك، وهذا جزء آخر من أهداف تمويل برامج الأسلحة الرقمية، فلن تهاجم خصومك فقط، بل تدافع أيضًا عن بياناتك وبرامجك، وقد وقعت عدة بنوك شهيرة تحت نيران سرقة البيانات بينما وقف خبراؤها الدفاعيون عاجزين عن إيجاد حل، وكانت غايتهم تقليل الخسائر، فلا أمان في العالم الرقمي مهما ادعى الآخرون العكس.
الفكرة من كتاب العبودية مقابل الأمن – تكنولوجيات السيطرة على البشر
كَتَبَ المؤرخ جون بانْڤِيل “لا يمكن أبدًا إعاقة أي رجل عن التفكير في أي شيء يختاره ما دام يخفيه”، فهل يمكننا المحافظة على سرية ما بعقولنا في العصر الرقمي؟ وهل نستطيع من الأساس أن نتوقف عن التحدث عن أنفسنا على منصات التواصل الاجتماعي؟
تشكّل التكنولوجيا الرقمية جزءًا مهمًّا من حياتنا اليومية، فهي تساعدنا على التواصل والحصول على المعلومات بشكل أسرع وأسهل، ويناقش أغلب الخبراء أضرار التكنولوجيا الرقمية للإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي من الجانب السلوكي للأفراد، ولكن يوجد جانب أخطر بكثير من إدمان الإنترنت، وهو السقوط في العبودية والتخلي طوعًا عن الحرية. كيف يحدث ذلك؟ ولماذا؟ وكيف تقود التكنولوجيا الرقمية العالم إلى حافَة الانهيار؟ سنغوص في أعماق الجانب المظلم للتكنولوجيا لنعرف الإجابات.
مؤلف كتاب العبودية مقابل الأمن – تكنولوجيات السيطرة على البشر
ندى الربيعي: ولدت في العراق عام 1979م، وحصلت على بكالوريوس البحوث العملية عام 2003م من الجامعة الملكية الهولندية بلايدن، بالإضافة إلى ماجستير في الصيدلة عام 2008م بأوترخت في هولندا، لها باع طويل في مجال الأعمال فحصلت على جائزة سيدة أعمال هولندا لعام 2015م، واختيرت في العام التالي من ضمن أفضل مئة شخصية مؤثرة في هولندا، بجانب حصولها على الترخيص الأسود الدولي في إدارة الأعمال والمشاريع عام 2019م، ولها عدة مقالات سياسية في الشأن العام للعراق وهولندا بجانب إدارتها لعديد من الصيدليات في مناطق مختلفة بهولندا، ولا يؤثر ذلك في انخراطها في الأنشطة التطوعية المساعدة للاجئين.
عباس الزبيدي: مهندس ولد ببغداد عام 1979م، حصل على بكالوريوس الهندسة الطبية عام 2001م ثم الماجستير عام 2004م من جامعة النهرين، ثم عمل مدرسًا بكلية هندسة الخوارزمي بجامعة بغداد بجانب عمله اختصاصيًّا للرنين المغناطيسي والطب النووي، وحصل على منحة DAAD الألمانية لدراسة الدكتوراه في تخصص هندسة المعلومات الطبية من جامعة آخن التقنية