إنترنت الأشياء.. أجهزتك ستحدد خِياراتك المتاحة
إنترنت الأشياء.. أجهزتك ستحدد خِياراتك المتاحة
إذا استيقظت في يوم ما ووجدت الثلاجة قد طلبت كميات الطعام التي تحتاج إليها للغداء، هل ستفرح أم تصاب بالرعب؟ إن فهمت كيف سار الأمر فحتما ستصاب بالرعب، إذا كانت لدينا أجهزة ذكية حديثة موصلة بعضها ببعض بالإنترنت من التلفاز والسيارة إلى المصابيح، وتمتلك القدرة على تخزين المعلومات الرقمية وإرسالها إلى خوادم مخصصة، أي أن محيطك أصبح يراقبك بدقة، فهذا ما يسمى بإنترنت الأشياء IOT، يشبهه الخبراء بحصان طروادة الذي دخل برغبتنا إلى محيطنا الآمن، والسؤال الأشهر المتعلق بإنترنت الأشياء هو “مَن الأطراف الأخرى التي تطلع على بياناتي وأنا جالس في الغرفة؟”.
ومع تغلغل إنترنت الأشياء في السيطرة على محيطنا ورقمنته، تزداد فرص تعرضنا لاختراق أمني، ولطالما تعامل الخبراء مع الاختراق السيبراني بجدية كبيرة، فرغم الوعود بدمجه مع تكنولوجيا أخرى كتعلم الآلة machine learning وسلسلة الكتل block chain لتوفير خيارات أفضل للمستخدمين، تزداد تكلفة الاختراق فلم تعد الأضرار محصورة بين سرقة أو إتلاف بعض قواعد البيانات، بل يمس الخطر أنماط حياة الناس اليومية، وتفرض عليهم الخوف من حدوث أي فشل أو هجوم رقمي على الأنظمة الإلكترونية، خصوصًا مع استهداف الدول الكبيرة بعضها لبعض، فالثلاثي الأمريكي الروسي الكوري يمتلك بجانب مصادر الطاقة النووية أسلحة رقمية متطورة.
وبجانب تهديدات الدول الكبرى بعضها لبعض، فإن بضعة مجهولين يمكنهم قتال دولة كاملة رقميًّا دون إمكانية كشف هوياتهم الحقيقية. كيف ذلك؟! ينقسم الإنترنت جزأين رئيسين، الجزء الأول الإنترنت العادي ويمثل خمسة بالمئة من حجم الإنترنت، ونتحرك فيه عبر المتصفحات كجوجل، أما الجزء الثاني فهو الإنترنت العميق Deep web ويضم الإنترنت المظلم Dark web، ويرتبط بالأنشطة غير القانونية بالإضافة إلى توفير مساحة حرية للمناهضين السياسيين للدكتاتوريات، كل ذلك بلا هوية حقيقية في خوادم المعلومات، وتضطر الحكومات إلى دخوله وملاحقة المطلوبين لإيقاعهم.
الفكرة من كتاب العبودية مقابل الأمن – تكنولوجيات السيطرة على البشر
كَتَبَ المؤرخ جون بانْڤِيل “لا يمكن أبدًا إعاقة أي رجل عن التفكير في أي شيء يختاره ما دام يخفيه”، فهل يمكننا المحافظة على سرية ما بعقولنا في العصر الرقمي؟ وهل نستطيع من الأساس أن نتوقف عن التحدث عن أنفسنا على منصات التواصل الاجتماعي؟
تشكّل التكنولوجيا الرقمية جزءًا مهمًّا من حياتنا اليومية، فهي تساعدنا على التواصل والحصول على المعلومات بشكل أسرع وأسهل، ويناقش أغلب الخبراء أضرار التكنولوجيا الرقمية للإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي من الجانب السلوكي للأفراد، ولكن يوجد جانب أخطر بكثير من إدمان الإنترنت، وهو السقوط في العبودية والتخلي طوعًا عن الحرية. كيف يحدث ذلك؟ ولماذا؟ وكيف تقود التكنولوجيا الرقمية العالم إلى حافَة الانهيار؟ سنغوص في أعماق الجانب المظلم للتكنولوجيا لنعرف الإجابات.
مؤلف كتاب العبودية مقابل الأمن – تكنولوجيات السيطرة على البشر
ندى الربيعي: ولدت في العراق عام 1979م، وحصلت على بكالوريوس البحوث العملية عام 2003م من الجامعة الملكية الهولندية بلايدن، بالإضافة إلى ماجستير في الصيدلة عام 2008م بأوترخت في هولندا، لها باع طويل في مجال الأعمال فحصلت على جائزة سيدة أعمال هولندا لعام 2015م، واختيرت في العام التالي من ضمن أفضل مئة شخصية مؤثرة في هولندا، بجانب حصولها على الترخيص الأسود الدولي في إدارة الأعمال والمشاريع عام 2019م، ولها عدة مقالات سياسية في الشأن العام للعراق وهولندا بجانب إدارتها لعديد من الصيدليات في مناطق مختلفة بهولندا، ولا يؤثر ذلك في انخراطها في الأنشطة التطوعية المساعدة للاجئين.
عباس الزبيدي: مهندس ولد ببغداد عام 1979م، حصل على بكالوريوس الهندسة الطبية عام 2001م ثم الماجستير عام 2004م من جامعة النهرين، ثم عمل مدرسًا بكلية هندسة الخوارزمي بجامعة بغداد بجانب عمله اختصاصيًّا للرنين المغناطيسي والطب النووي، وحصل على منحة DAAD الألمانية لدراسة الدكتوراه في تخصص هندسة المعلومات الطبية من جامعة آخن التقنية