الغرب والحريات
الغرب والحريات
يستأثر سؤال الحريات الفردية والدينية بمساحة واسعة في خريطة النقاش الغربي، فلا يرضى الغرب إلا بتأقلم الجميع مع عاداته وتقاليده والاقتداء به في الملبس وطريقة العيش وتنشئة الأجيال والذوبان التام حتى وإن رغبت الأقليات المسلمة بالحفاظ على تراثها وحضارتها وخصائصها المميزة لها، وليس ذلك فقط، بل والتضليل المتعمَّد والكيد للإسلام من غير مبالاة لما تؤول إليه المجتمعات من النبذ والتطرف، مما يجرِِّد زيف الحرية والسماحة المتوهَّمة لدى الغرب.
وينبغي على المجتمع الغربي أن يقرأ التاريخ جيدًا، ويعي الدور الريادي للإسلام والمسلمين في ترسيخ قيم التعايش الديني وتأمين السلم الاجتماعي منذ بدء الوحي، وأن يتعرَّف على حقيقة الإسلام وقيمه ومبادئه السمحة من منابعها الصافية لا مما يُروى ويُصدر له من مشاهدات زائفة ودعاوى باطلة لا تمسُّ جوهر الإسلام في شيء.
فالإسلام، دون تحيز، أعظم ديانة على ظهر الأرض ينعم الجميع تحت ظله بالعدل والإنصاف، وشواهد التاريخ خير دليل، ولا ينبغي صبغه بالأحكام الظالمة دون علم بحقيقته، ولا بدَّ أن يعي كل مسلم مسؤوليته في تمثيل الإسلام قولًا وعملًا والدفاع عنه بتفنيد الأحكام الباطلة التي يُرمى بها ودعوة الغير بالحكمة والموعظة الحسنة.
الفكرة من كتاب الله ليس كذلك
برعت المؤلفة في كشف الستار عن كثير من الأحكام والتحويرات التاريخية والأقوال الخاطئة المقصودة عن العرب والمسلمين، فعمدت إلى توضيح حقيقة الشرق المسلم بإنصاف شواهد التاريخ والحضارة، وتفنيد الشعارات الباطلة من همجية الشرق واضطهاد الإسلام للمرأة وغيرها من المزاعم الغربية المزيفة، فمن المذهل أن ترى من ليس منك يدافع عنك!
مؤلف كتاب الله ليس كذلك
زيجريد هونكه Sigrid Hunke: مستشرقة ألمانية ولدت عام 1913م بمدينة كيل الألمانية، درست الآداب والفلسفة وعلم النفس وعلم مقارنة الأديان، حصلت على شهادة الدكتوراه سنة 1941م، اشتهرت بالدفاع عن العرب والمسلمين، حصلت على العديد من الجوائز مثل جائزة شيلر ووسام النجمة الكبرى بالقاهرة، من أشهر مؤلفاتها: “شمس العرب تسطع على الغرب”، وتوفيت عام 1999م بمدينة هامبورغ عن عمر يناهز الـ86 عامًا، قضتها في البحث عن الحقيقة، ونشر قيم التسامح والتقارب بين الحضارات والثقافات، والإشادة بأثر العرب والمسلمين في تطوُّر حركة الفكر والعلم.