مفهوم الكايزن
مفهوم الكايزن
نشأ أسلوب الكايزن وتطور في اليابان بسبب افتقارها إلى الموارد الاقتصادية والطبيعية واضطرارها إلى الاعتماد على الموارد البشرية من أجل تحقيق النجاح والتقدم في الأسواق العالمية، خصوصًا بعد تعرضها للكارثة النووية خلال الحرب العالمية الثانية، ويمكن تعريفه بأنه: “مجموعة الإجراءات والعمليات التي تقوم بها المؤسسة بهدف تحقيق تحسينات طفيفة ومتتالية وتدريجية تساعد على رفع مستوى الجودة والأداء وخفض التكاليف”، ويختلف مبدأ الكايزن عن مبدأ “الكايكاكو || Kaikaku” في الثقافة اليابانية في أن الكايكاكو يعتمد على التغيير الراديكالي الجذري، أما الكايزن فيعتمد على التغيير التدريجي البطيء.
وقد كان “تاييشي أوهونو || Taiichi Ohno” أول من ابتكر فلسفة الكايزن لتحقيق التحسين المستمر والتدريجي من خلال أنشطة صغيرة مبتكرة متطورة، يشترك فيها جميع العاملين في المؤسسة بدءًا من الإدارة وحتى العاملين اليدويين، وهذا التحسين لا يتوقف ولا ينتهي أبدًا، بل يستمر في وضع معايير أعلى تهدف إلى رفع مستوى الجودة والأداء وخفض تكاليف الإنتاج، مما يكسب المؤسسة ميزة تنافسية تمكنها من البقاء والاستمرار في السوق وتحقيق مزيد من الأرباح.
وتعتمد فلسفة الكايزن على ثقافة تشجيع الفرد العامل على تقديم اقتراحات وإشراكه في حل المشكلات، فالعاملون هم القادرون على التحكم في العملية الإنتاجية طبقًا لدورة ديمنج || Deming Cycle التي ابتكرها إحصائي يُدعى “وِيلْيَام دِيمِنْج” من خلال ملاحظاته لنشاط العاملين، تتكون هذه الدائرة من أربع مراحل هي: “خَطِّط plan”، “افعل Do”، “دَقِّق Check”، “نَفِّذ Act”.
لذلك دمجت اليابان بين فلسفة الكايزن ودورة ديمنج واتبعت عدة خطوات لتطبيق التحسين في بيئة العمل، تبدأ بإدراك المشكلة من خلال العمل على أرض الواقع وتحديد جذورها، ثم قياس المتغيرات وتحليل البيانات للتأكد من المعايير القائمة، ثم التخطيط لمعالجة هذه المشكلة أو تفادي حدوثها، والأهم هو التحقق من دقة الخطة لضمان عدم تكرار الخطأ، وأخيرًا التنفيذ الذي يرتكز على عدم إتمام أو استلام أو تمرير أي منتج تالف خلال إجراءات العمل، ومن ثم نقتلع جذور المشكلة ونصل إلى التحسين المطلوب.
الفكرة من كتاب الكايزن
“الكايزن” هي كلمة يابانية تعني التغيير إلى الأفضل، وهي فلسفة طبقتها اليابان بعد الحرب العالمية الثانية بهدف تحقيق تحسينات مستمرة في الأنشطة المختلفة والعمليات الإنتاجية لقطاعات الأعمال والمؤسسات الصناعية، والحيلولة دون إهدار الموارد والوقت والمجهود ودعم استراتيجيات المنافسة والتميز لدى المنشآت والشركات، مما حقق لها نهضة صناعية وحضارية يشهد لها العالم، لذلك يهدف هذا الكتاب إلى تعريف الشعوب العربية بثقافة الكايزن وأدواته واستراتيجياته وطرائق تطبيقه في المؤسسات والشركات المختلفة، من أجل تغيير مفاهيم وثقافات العمل لدى العرب واكتساب القدرة على التسخير الصحيح والفعّال للكوادر والإمكانات لبناء مستقبل أفضل.
مؤلف كتاب الكايزن
عبير عيد العقباوي: باحثة وأستاذة في كلية التربية جامعة الملك سُعُود.