الصورة السائدة عن الإنسان المسلم
الصورة السائدة عن الإنسان المسلم
رغم أن أمة الإسلام أكبر من النصارى على الصعيد العالمي فما زالوا يعالجون المفاهيم والتصورات الخاطئة عن المسلمين، فالإسلام عندهم يعني أن الامتثال لأمر الله يقود بالضرورة إلى أن يكون المسلم مسيرًا وأنه عبد لله نتيجة خطيئة آدم الأولى، وما ذلك إلا نظرة نصرانية يخلعها الغرب على الإنسان المسلم، ولم يقل الإسلام بهذا ولم يأخذ بمبدأ الخطيئة الأولى، ولكن الإنسان في الإسلام عبد لله وخليفته في الأرض لحمل التكاليف.
فالإسلام دين الفطرة التي فطر الله الناس عليها منذ بدء الخلق، غير مرتبط بزمان وذلك على خلاف المسيحية التي يختلف فيها مفهومها لذاتها باختلاف العهود، فقديمًا كان هدفها الخلاص بمجيء عيسى وحديثًا خلاص الإنسان من خلال موت يسوع المسيح استنادًا إلى تفسير بولس.
وإحدى المغالطات الظالمة للإسلام القول إن الإسلام يرى أن الإنسان مجبر وليس مخيرًا، وكذلك الزعم أن الإسلام انتشر بحد السيف، ويلح الغرب في ترويج ذلك بكل السبل سواء المنطوقة أم المسموعة على عكس ما تكون عليه حقيقة الإسلام أن لا إكراه في الدين، فهدف الفتوحات الإسلامية هو بسط سلطان الله في الأرض، ولم يمنع اليهود والنصارى من أن يؤدوا شعائرهم، ولكن تفرض عليهم الجزية التي تسقط فور دخولهم في الإسلام ولم يهدموا كنيسة ولا صومعة، إلى جانب الكرم والتسامح وسماحة النفس، وغيرها مما تفرَّد به العربي عن غيره مما اجتذب إليه الصليبيين وغيرهم، فيقول الفارس الفرنسي فولشير الشارتي: “وها نحن الذين كنا أبناء الغرب قد صرنا شرقيين”.
الفكرة من كتاب الله ليس كذلك
برعت المؤلفة في كشف الستار عن كثير من الأحكام والتحويرات التاريخية والأقوال الخاطئة المقصودة عن العرب والمسلمين، فعمدت إلى توضيح حقيقة الشرق المسلم بإنصاف شواهد التاريخ والحضارة، وتفنيد الشعارات الباطلة من همجية الشرق واضطهاد الإسلام للمرأة وغيرها من المزاعم الغربية المزيفة، فمن المذهل أن ترى من ليس منك يدافع عنك!
مؤلف كتاب الله ليس كذلك
زيجريد هونكه Sigrid Hunke: مستشرقة ألمانية ولدت عام 1913م بمدينة كيل الألمانية، درست الآداب والفلسفة وعلم النفس وعلم مقارنة الأديان، حصلت على شهادة الدكتوراه سنة 1941م، اشتهرت بالدفاع عن العرب والمسلمين، حصلت على العديد من الجوائز مثل جائزة شيلر ووسام النجمة الكبرى بالقاهرة، من أشهر مؤلفاتها: “شمس العرب تسطع على الغرب”، وتوفيت عام 1999م بمدينة هامبورغ عن عمر يناهز الـ86 عامًا، قضتها في البحث عن الحقيقة، ونشر قيم التسامح والتقارب بين الحضارات والثقافات، والإشادة بأثر العرب والمسلمين في تطوُّر حركة الفكر والعلم.