قوّة اقتصاديّة
قوّة اقتصاديّة
في الحقيقة لم تكن جوجل أوّل شركة تقدّم خدمات البحث عبر الإنترنت، لكنّها كانت تقدّم نتائج بحثٍ أفضل من نُظرائها، حتى وصلت عمليات البحث في منتصف عام 2000م إلى 15 مليون عمليّة بحث يوميّة، وهذا النمو الكبير حدث في عامٍ ونصف فقط، وفي داخل الشركة نفسها كانوا يسعون إلى جعل الموظّفين في حالة رغبة دائمة للبقاء في الشركة، وإنشاء بيئة تحثّ على الإبداع والابتكار وذلك لكون أغلب الموظّفين شبابًا أو عُزَّابًا، فقد كان يتم إطعام الموظّفين طعامًا صحيًّا بشكلٍ مجانيّ، مع بعض الخدمات الأخرى كتنظيف الملابس، والرعاية الصحيّة،
ومرافق للرشاقة والرياضة، وكرة القدم، وكراسي للاسترخاء، حتى وصلت الحال إلى استئجار حافلات مع اتصال لا سلكيّ بالإنترنت للموظّفين القادمين من وإلى سان فرانسيسكو حتى يستطيعوا العمل في أثناء رحلة القدوم، وقد أسهم ذلك بالفعل في التطوّر السريع للشركة حتى في الأوقات التي كانت تغلق الشركات المُنافسة أبوابها، أعلنت جوجل عن توسعة محرك البحث ليشمل كثيرًا من لغات العالم.
وتوالت الإنجازات حتى اختارت أمريكا أون لاين جوجل ليكون محركها البحثيّ المُختار عام 2002م، وأمريكا أون لاين هو الموقع الأشهر في أمريكا الذي يحتوي على 34 مليون مشترك. وأصبح في كل صفحة مربعٌ بحثيّ صغير مكتوبٌ عليه اسم جوجل، وهذه الخطوة جعلت جوجل تقف في مواجهة مع مايكروسوفت التي كانت عملاق التقنيّة في ذلك الوقت، وذلك لأنّ مايكروسوفت توعدت كثيرًا بالقضاء على خدمة أمريكا أون لاين عن طريق بذل مبالغ طائلة في الترويج لخدمة الإنترنت المنافسة لها MSN، وتوفير خدمة البريد المجّانيّ Hotmail،
وقد تنامت ثروة جوجل بشكلٍ أكبر مما كان متوقعًا بسبب سياستها القائمة على عرض الإعلان في مزاد إلكترونيّ دائم، مما يجعلها تحصل على سعرٍ مُنافس لكُلِّ إعلانٍ يُعرض على صفحتها، ومن ثمّ تجني المال من كُلِّ نقرة على هذا الإعلان، وقد تحوّلت جوجل في وقت قصير إلى قوة اقتصاديّة كبيرة، ويظهر ذلك جليًّا في النتائج الحاصلة لموقع آسك جيفز | Ask Jeeves الذي تتمثل معظم عائداته الماليّة من الإعلانات التي يحصل عليها من جوجل، بعد أن كان على وشك الإفلاس عام 2002م، فقد بلغت عائداته 107 مليون دولار عام 2003م بعد تعاقده مع جوجل.
الفكرة من كتاب قصة جوجل: داخل قصة النجاح التجارية والإعلامية والتكنولوجية الأكثر إثارة في زماننا
إنّ أثر مُحرك البحث (جوجل) استثنائيٌّ في البشرية، تمامًا كنشأتِه، فهو يقدر على الإجابة عن الملايين من الأسئلة بشكلٍ سريع وأدقّ في نتائج البحث من كثير من نُظرائه، بالإضافة إلى إتاحته الدائمة ومجّانيّته، وهو يعتمدُ بشكلٍ رئيس على الإعلانات الرقميّة في جني الأموال، إذ إنه لا يُعدّ موقعًا ربحيًّا بشكلٍ مُباشر، وإنما يرتكز على المُدخلات الماديّة الثانويّة، ورغم مرور الزمن فقد احتفظت صفحة (جوجل) بشكلها البسيط الخالي من الإعلانات الصريحة، وبالرغم من نتائج البحث التي تُقدّر بالملايين بشكلٍ يوميّ فإنّ أغلب مُستخدمي هذا الموقع لا يعرفون كيف ولا أين نشأ، والحقيقة أنّ (جوجل) ليس مُجرّد قوة تكنولوجيّة كبيرة، وإنما أصبح بشكلٍ سريع قوة ماليّة ضخمة في وقتٍ وجيز، وقد اعتمد نجاحُ هذا الموقع على مؤسِّسَيهِ برين | Brin، وبيج | Page، اللذين لم يعتمدا في تنشئتهِ على البنية الهرميّة التقليديّة للشركات، حتى يعملَ كُلّ شخصٍ في جوجل على أنّهُ يطوّر شركتهُ الخاصّة وليس مُجرّد موظّفٍ يتقاضى راتبه
والحقيقة أنّ (جوجل) ليس مُجرّد قوة تكنولوجيّة كبيرة، وإنما أصبح بشكلٍ سريع قوة ماليّة ضخمة في وقتٍ وجيز، وقد اعتمد نجاحُ هذا الموقع على مؤسِّسَيهِ برين | Brin، وبيج | Page، اللذين لم يعتمدا في تنشئتهِ على البنية الهرميّة التقليديّة للشركات، حتى يعملَ كُلّ شخصٍ في جوجل على أنّهُ يطوّر شركتهُ الخاصّة وليس مُجرّد موظّفٍ يتقاضى راتبه.
مؤلف كتاب قصة جوجل: داخل قصة النجاح التجارية والإعلامية والتكنولوجية الأكثر إثارة في زماننا
ديفيد فايس: صحفيّ وكاتب أمريكي وُلِدَ عام 1960م بمدينة ناشفيل في ولاية تينيسي، تخرّج في كليّة إدارة الأعمال بجامعة وارتون.
ومن مؤلفاته:
The Bureau and the Mole.
Eagle on the Street.
Sweet Redemption.
مارك مالسيد: مؤلِّف ومُستشار ومُراسل استقصائي، تخرّج في جامعة ليهاي عام 1997م، تخصص في الهندسة المعماريّة والدراسات الحضاريّة، اشترك مع “ديفيد أي. فيس” في كتابة عديد من التقارير والأبحاث.