لمحةٌ إلى الأعماق
لمحةٌ إلى الأعماق
في غضون سنوات، تحوّل مشروع التخرّج الخاصّ بطالبي جامعة ستانفورد سيرجي برين | Sergey Brin، ولاري بيج | Larry Page إلى مؤسسة عالميّة تتخطى قيمتها مليارات الدولارات، لم يكُن اللقاء الأول لهُما حافِلًا بالودّ والتفاهم، على العكس من ذلك تمامًا، إلّا أن التفاهم اللاحق نتجت عنه الشركة العالميّة “google”، إذ تلاقت الطموحات والاهتمامات، وكذلك النشأة، لأنّهما التحقا في صغرهما بإحدى مدارس منتسوري التي عجّلت من وتيرتهما العلميّة، وكذلك نشَأ كلاهما في عائلتين مولعتين بالرياضيّات والحواسيب، فقد استعملا الحواسيب منذ المرحلة الابتدائيّة تحت إشراف والديهِما، فقد حصل والد بيج على إجازة في علوم الحاسب من جامعة ميتشيجان، وهو من أوائل الناس الذين حصلوا على إجازة في هذا التخصص الحديث،
ووالدته مستشارة في قواعد البيانات وحاصلة على درجة الماجستير في علوم الحاسب أيضًا، أمّا برين فهو روسيّ الأصل، وُلدَ في موسكو لكنّه غادر مع أسرته الاتحاد السوفيتي منذ صغره، وكانت والدته يوجينا عالمة في مركز ناسا للرحلات الفضائيّة، ويعمل والده أستاذًا في جامعة ميريلاند للرياضيات، وله عديد من الأبحاث الأكاديميّة في الهندسة التجريديّة، والأنظمة الديناميكيّة، وقد ورث برين حبّ الرياضيات والحواسيب منذ سن صغيرة عن والده، فقد تقدّم في دراسته حتى أنهى تعليمه الجامعيّ في عامه التاسع عشر عام 1993م، وورث منه أيضًا حسّ الدعابة.
تعاون بيج وبرين على تحميل وتحليل روابط الويب لإيمانهما الدائم أنّ البحث عبر الإنترنت يمكن أن يكون أفضل مما هو عليه، وتمثّلت أطروحة الدكتوراه بتطبيق يدعى “تصنيف بيج | PageRank”، ثم عمل بيج وبرين وراجيف موتواني على تطوير مشروع محرك البحث BackRub، وقد كان متاحًا للاستخدام المحليّ في ستانفورد، وأضافوا إليه تصنيف بيج الذي يعمل على تصنيف نتائج البحث حسب الأهميّة وعلاقتها بكلمات البحث. وفي خريف عام 1997م، قرر بيج وبرين منح محرك البحث اسمًا جديدًا، حتى طرح برين اسم Googleplex وهو ما يعني “رقمٌ ضخم”، دلالة على أن البحث عبر محرك البحث ينتج عنه عدد كبير من النتائج، واختُصِرَ الاسم إلى جوجل، مع خطأ مطبعيّ من بيج إذ كتب Google بدلًا من Googol، وهكذا نشأ اسم المُحرّك الأشهر بمحضِ الصُّدفة.
الفكرة من كتاب قصة جوجل: داخل قصة النجاح التجارية والإعلامية والتكنولوجية الأكثر إثارة في زماننا
إنّ أثر مُحرك البحث (جوجل) استثنائيٌّ في البشرية، تمامًا كنشأتِه، فهو يقدر على الإجابة عن الملايين من الأسئلة بشكلٍ سريع وأدقّ في نتائج البحث من كثير من نُظرائه، بالإضافة إلى إتاحته الدائمة ومجّانيّته، وهو يعتمدُ بشكلٍ رئيس على الإعلانات الرقميّة في جني الأموال، إذ إنه لا يُعدّ موقعًا ربحيًّا بشكلٍ مُباشر، وإنما يرتكز على المُدخلات الماديّة الثانويّة، ورغم مرور الزمن فقد احتفظت صفحة (جوجل) بشكلها البسيط الخالي من الإعلانات الصريحة، وبالرغم من نتائج البحث التي تُقدّر بالملايين بشكلٍ يوميّ فإنّ أغلب مُستخدمي هذا الموقع لا يعرفون كيف ولا أين نشأ، والحقيقة أنّ (جوجل) ليس مُجرّد قوة تكنولوجيّة كبيرة، وإنما أصبح بشكلٍ سريع قوة ماليّة ضخمة في وقتٍ وجيز، وقد اعتمد نجاحُ هذا الموقع على مؤسِّسَيهِ برين | Brin، وبيج | Page، اللذين لم يعتمدا في تنشئتهِ على البنية الهرميّة التقليديّة للشركات، حتى يعملَ كُلّ شخصٍ في جوجل على أنّهُ يطوّر شركتهُ الخاصّة وليس مُجرّد موظّفٍ يتقاضى راتبه
والحقيقة أنّ (جوجل) ليس مُجرّد قوة تكنولوجيّة كبيرة، وإنما أصبح بشكلٍ سريع قوة ماليّة ضخمة في وقتٍ وجيز، وقد اعتمد نجاحُ هذا الموقع على مؤسِّسَيهِ برين | Brin، وبيج | Page، اللذين لم يعتمدا في تنشئتهِ على البنية الهرميّة التقليديّة للشركات، حتى يعملَ كُلّ شخصٍ في جوجل على أنّهُ يطوّر شركتهُ الخاصّة وليس مُجرّد موظّفٍ يتقاضى راتبه.
مؤلف كتاب قصة جوجل: داخل قصة النجاح التجارية والإعلامية والتكنولوجية الأكثر إثارة في زماننا
ديفيد فايس: صحفيّ وكاتب أمريكي وُلِدَ عام 1960م بمدينة ناشفيل في ولاية تينيسي، تخرّج في كليّة إدارة الأعمال بجامعة وارتون.
ومن مؤلفاته:
The Bureau and the Mole.
Eagle on the Street.
Sweet Redemption.
مارك مالسيد: مؤلِّف ومُستشار ومُراسل استقصائي، تخرّج في جامعة ليهاي عام 1997م، تخصص في الهندسة المعماريّة والدراسات الحضاريّة، اشترك مع “ديفيد أي. فيس” في كتابة عديد من التقارير والأبحاث.