السلوكان الرابع والخامس
السلوكان الرابع والخامس
تواجه قارة إفريقيا مشكلة الفقر المدقع، إذ يعيش نحو 42.6% من سكانها تحت خط الفقر، وكل عام تحاول المنظمات الحكومية وغير الحكومية وكثير من الأفراد ومنظمة الأمم المتحدة حل المشكلة بإرسال تبرعات كثيرة قد تقدر بمئات المليارات من الدولارات لبناء مشاريع ضخمة، كالبنية التحتية وتبرعات بالأغذية أو السلع، ولكن ما زالت مشكلة الفقر مستعصية! بل ويعتقد بعض الناس أن برامج المساعدة هذه أتت بنتائج عكسية، وكبحت جماح النمو في تلك المناطق الفقيرة.
وعلى الناحية الأخرى كان هناك شخص يُدعى بول بولاك (Paul polak) أنشأ منظمة تسمى “مشروعات التنمية الدولية”، استطاعت أن تخرج نحو 17 مليون نسمة من مستوى الفقر من خلال تحسين إنتاجية الأشخاص الفقراء أنفسهم، بجعلهم يزرعون محصولًا مرتفع القيمة في غير موسمه بكمية كبيرة لبيعه بسعر مرتفع، ووفّر لذلك نظامًا بسيطًا للري يعمل خلال مضخات ماء تعمل بالأقدام.
ومن هذا المثال نستنتج السلوك الرابع لتكوين مهارة حل المشكلات، وهو معرفة ماهية المشكلة التي نعمل عليها، فهو يعد سلوكًا هامًّا لأنك عندما تحدد المشكلة الحقيقية فأنت تُوجه جهودك نحو الطريق الصواب، ففي المثال السابق كان تحديد المنظمات التي ترسل التبرعات لمشكلة إفريقيا هو مواجهة الفقر بها، في حين ما حدده بول بولاك هو ما الذي تحتاج إليه الأسر الفقيرة كي تخرج من الفقر.
ويمكنك معرفة ماهية المشكلة عن طريق عدم ربط تحديد المشكلة بناءً على الافتراضات والأحكام السابقة، وجعل المشكلة كأنها متغير قابل للقياس، والابتعاد عن التشتيت والدخول في أمور أكبر من مهاراتك وسلطتك، وكذلك الابتعاد عن التخمين.
والآن بعدما عرفنا ماهية المشكلة سنتطرق إلى السلوك الخامس الذي سيساعدنا على حلها، وهو فهم المبادئ الأساسية للمشكلة، وذلك بفهم طريقة عمل الأشياء لفهم المشكلة واستيعابها أكثر، ربما تقول في نفسك “أستطيع الاستعانة بمن لديه خبرة في الأمر أو الاعتماد على معرفتي السطحية”، نعم بالفعل هذا صحيح، ولكنه سيزيد من التكلفة عليك لحل المشكلة، وأيضًا لتصبح حالَّ مشكلات رائعًا لن تحتاج سوى إلى معرفة القدر المناسب عن المشكلة لحلها، فلا يتطلب منك معرفة نظام العمل بأكمله، وهو ما ستجده بالدليل الإرشادي لعمل الأشياء أو عن طريق الإنترنت.
الفكرة من كتاب توقف عن التخمين: 9 حالات واقعية لحل المشكلات اليومية
في عالمٍ ملِيء بالمشكلات المتنوعة منها السهل والصعب، ربما تواجه مشكلة تعطل جهاز ما أو مشكلة بقطاع العمل أو في حياتك الشخصية.
بالنسبة إلى المشكلات السهلة فلا تحتاج سوى إلى بعض التخمين وتجربة بعض الفرضيات، ولا تتطلب مجهودًا كبيرًا، ولكن إذا طبقت سلوك حل المشكلات السهلة على المشكلات الصعبة، أصبح حل المشكلة الصعبة مستحيلًا وقد تؤول الأمور إلى الفشل وإهدار الوقت والمال وينتهي بك الأمر إلى الاستسلام والتعايش مع المشكلة، إذًا كيف نحل المشكلات الصعبة ونمتلك مهارة حل المشكلات؟
سنعرف مع الكتاب 9 سلوكيات من شأنها مساعدتنا في حل المشكلات والتغلب على التحديات.
مؤلف كتاب توقف عن التخمين: 9 حالات واقعية لحل المشكلات اليومية
نات جرين : رجل أعمال ومُفكر ومُؤلف، وُلِد ونشأ بهونج كونج، حصل على درجة الماجستير في الهندسة من جامعة أوكسفورد ودرس التصميم والتصنيع والإدارة في جامعة كمبريدج، وكذلك حضر دورات دراسية للتعليم التنفيذي في برنامج إدارة الرئيس في كلية هارفارد للأعمال، ومؤسس Stroud international لمساعدة رواد الأعمال على تحديد وحل المشكلات الصعبة.
له مؤلفات عدة، من أشهرها:
Variable Analysis: A Problem Solving Method to Help You Stop Guessing and Solve the Hardest Problems.
Wedged: How You Became a Tool of the Partisan Political Establishment, and How to Start Thinking for Yourself Again.
معلومات عن المُترجم:
عاصم فاروق صالح: مترجم وكاتب محتوًى مصري، حصل على ليسانس الآداب من جامعة بني سويف، ودبلومة من الجامعة الأمريكية بالقاهرة (AUC – School of Continuing Education).