العلاقات الكورية الشمالية – الأمريكية
العلاقات الكورية الشمالية – الأمريكية
صاغت كوريا الشمالية سياستها الخارجية على أساس مبادئ “الزوتشية” التي تهدف إلى الحفاظ على استقلاليتها والانتصار للاشتراكية والتصدي للإمبريالية الغربية، خصوصًا بعد ازدياد النفوذ الأمريكي في آسيا لحماية مصالحها الاقتصادية والاستراتيجية، وتحالفها مع كوريا الجنوبية واليابان واستخدام سيطرتها على منظمة الأمم المتحدة أداةً لإخضاع كوريا الشمالية.
لذلك كان من المحتم على كوريا الشمالية أن تمتلك ترسانة نووية تحميها من التعرض لهجوم نووي أمريكي، وكذلك لاستخدامها ورقةً للتلاعب بأمريكا من أجل الحصول على المساعدات الاقتصادية دون أن تضطر إلى الإذعان لنفوذها الدولي أو التخلي عن برنامجها النووي.
وقد اتخذت أمريكا سياسة عدائية ضد كوريا الشمالية بسبب تكرار انسحابها من معاهدة منع الانتشار النووي، وفي أثناء رئاسة “بوش الابن” أُدرِجَت ضمن قائمة الدول الإرهابية والهدف الثالث للحرب بعد أفغانستان والعراق، إلا أن الإدارة الأمريكية وجدت أن الحرب عليها ستكلفها الكثير، فقررت التفاوض بشأن تفكيك كوريا الشمالية برنامجها النووي والالتزام بمنع تصدير الأسلحة النووية، وفي المقابل تغير أمريكا سياستها العدائية ضدها وتمدها بالمساعدات الاقتصادية، لكن كوريا الشمالية أصرت على أن تحصل على المساعدات الاقتصادية والضمانات الأمنية قبل التفكيك، وردت أمريكا بالرفض حفاظًا على مركزها الدولي.
وظل هذا الخلاف مستمرًّا حتى تصاعدت الأزمة بينهما في أثناء رئاسة “أوباما”، عندما أطلقت كوريا الشمالية صواريخ باليستية وأجرت عدة تجارب نووية أدانها مجلس الأمن وعدّها انتهاكًا للسلم والأمن الدوليين، وفرض عليها قيودًا تحظر على أعضاء الأمم المتحدة فتح مؤسسات مالية في كوريا الشمالية، كما فرضت عليها الإدارة الأمريكية عقوباتٍ مشددة استهدفت قطاعات الطاقة والمال والتعدين، إلا أن هذه العقوبات لم تثنِها عن تطوير برامجها النووية.
الفكرة من كتاب الأرض المحرمة.. كوريا الشمالية: تفاعلاتها الداخلية والخارجية
قدمت كوريا الشمالية نموذجًا مهمًّا للنظام السياسي والاقتصادي والاجتماعي والتكنولوجي، وأصبحت ظاهرة سياسية متميزة تستحق الدراسة، فقد استطاعت على مر الأزمان التحرر من سيطرة واستعمار قوًى دولية عظمى، ونجحت في التحول من دولة فقيرة إلى دولة قوية تمتلك ترسانة عسكرية ونووية فائقة القوة، جعلتها تجابه الولايات المتحدة الأمريكية والمنظمات الدولية دون إذعان أو خضوع.
يتحدث الكتاب عن تاريخ دولة كوريا الشمالية وتطوُّر فكرها السياسي، كذلك يتناول دراسة النظام السياسي والعسكري لكوريا الشمالية وعلاقاتها الإقليمية والدولية وموقفها من العولمة في ظل عزلتها الدولية.
مؤلف كتاب الأرض المحرمة.. كوريا الشمالية: تفاعلاتها الداخلية والخارجية
ستار جبار علاي: حاصل على دكتوراه في العلوم السياسية من جامعة بغداد عام ١٩٩٨، وعضو مجلس الخبراء بالمنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية، له عديد من المؤلفات منها:
العراق: قراءة لوضع الدولة وعلاقاتها المستقبلية.
النظم الانتخابية في العالم.
الاستراتيجية الأمريكية في العراق وتداعياتها من منظور داخلي وإقليمي.