الحيل اللاشعورية
الحيل اللاشعورية
نتيجةً للصراع المشتعل بين الـ”هي” والـ”أنا العليا”، لا مناص إذًا لبعض النزعات اللاشعورية من الكبت في ظل الرقابة الصارمة التي تمارسها الأنا العليا، لذا تلجأ تلك النزعات المتمثلة في الـ”هي” إلى مجموعة من الحيل اللاشعورية لتضليل الرقيب حتى تخرج إلى منطقة الشعور الذاتية الـ”أنا”.
فقد يلجأ العقل إلى حيلة الإبدال، أي نقل النزعة الانفعالية من محل إلى محل آخر، فقد يسيء إليك مدير العمل، ومع ذلك تقوم بإفراغ غضبك على زميلك! كما قد يلجأ العقل إلى سياسة رد الفعل، وهنا تتكوَّن نزعة متطرفة تجاه النزعة المكبوتة، فبدلًا من إفراغ الغضب على زميل العمل قد تتكوَّن لدى الفرد حالة من الخجل أو الانهزامية أمام المدير كنتيجة لكبت شعوره بالاستياء، أما حيلة التكثيف فتعبر عن ظهور النزعتين المتضادتين في وقت واحد شريطة أن تكون إحداهما شعورية والأخرى لا شعورية، وتلك الحالة تسمى في علم النفس بـ”تناقض العواطف”.
في حين يلجأ البعض إلى سياسة التبرير وهي إضفاء ثوب من المنطق المعقول نوعًا ما على الأفعال التي تصدر، والتي قد تكون غير مرغوبة، وقد يلجأ الفرد إلى حيلة الإلصاق، أي إلصاق النزعات المرغوبة بأشخاص في الخارج ومهاجمتهم، أي نقل الصراع الداخلي إلى صراع خارجي، وقد ينشأ نوع من الامتصاص لدى الفرد للنزعات الخارجية لتستقر داخله، كما قد يحصل نوع من الاندماج بحيث ينفصل الفرد عن شخصيته ويندمج مع النزعات اللاشعورية.
الفكرة من كتاب مبادئ التحليل النفسي
يتناول الكتاب أحد أهم العلوم وأكثرها إثارة وغموضًا ألا وهو علم “التحليل النفسي”، هذا العلم الذي لا يقتصر فقط على كيفية قراءة النفس البشرية، بل يتعدَّى ذلك إلى محاولة التحكم فيها!
وعلى ذلك فالكتاب يقتحم خبايا التحليل النفسي ويتجشَّم خطورة النزول إلى سردابه، موضحًا أهم مبادئه وتفسير أشهر المصطلحات المستخدمة فيه، مع التعريج على أبرز تطبيقاته في العلوم الحياتية.
مؤلف كتاب مبادئ التحليل النفسي
محمد فؤاد جلال: كاتب مصري، يعدُّ أحدُ أبرزِ روَّاد التربية الحديثة، حصل على بعثةٍ لدراسة علم النفس في إنجلترا، حيث نالَ دبلوم علم النفس مع مرتبة الشرف عامَ ١٩٤٠م. وبعدما رجع مِن البعثة امتهن التدريس ﺑ”معهد التربية العالي للمعلمين”، وظلَّ به حتى عُيِّن رئيسًا لقسم التربية وعلم النفس، كما عمل أستاذًا لعلم النفس في كلية البنات.
وقد شغل العديد من الوظائف، منها: وزير الثقافة والإرشاد القومي، ووكيل مجلس الأمة وسفير مصر (بعدة دول)، كما ترأَّسَ مؤتمرَ الخِرِّيجين العرب، ومؤتمرَ التضامُن الآسيوي الأفريقي، وكَتبَ مئاتِ البحوث والمقالات، ويُعدُّ كتابا «مبادئ التحليل النفسي» و«اتجاهات في التربية الحديثة» من أهم كُتبِه، وقد استمرَّ عطاؤه حتى وافَتْه المنية عامَ ١٩٦٢م.