طبيعة العقل
طبيعة العقل
العقل من حيث الجانب المادي هو كتلة واحدة فليس للإنسان عقلان فضلًا عن ثلاثة! ولكن من الناحية الوظيفية يمكن تقسيمه إلى جانب شعوري وآخر لا شعوري، أما الجانب الشعوري فهو ذات الإنسان، وهو ما يطلق عليه مصطلح الـ”أنا” في الأوساط النفسية، أما الجانب غير الشعوري فينقسم بدوره إلى النزعات الداخلية المكبوتة، ويطلق عليها مصطلح الـ”هي”، وأيضًا ينقسم إلى المثل العليا أو الضمير ويطلق عليها مصطلح الـ”أنا العليا”.
ويلاحظ أن الـ”هي” غريزية في المقام الأول ولا تتقيَّد بأي مواثيق أخلاقية ولا عادات أو تقاليد، فهي تسعى دائمًا وراء اللذة وإشباع الغريزة، ورغم أنها تتحرَّر بصورة مطلقة في منطقة اللاشعور فإنها ترغب دائمًا في الانتقال إلى مرحلة الشعور، ولذا يقاومها الإنسان ويعمل على كبتها، أما الـ”أنا العليا” فهي أيضًا لا شعورية ولكنها تمثِّل الأخلاق والمبادئ العليا، لذا فهي تمثل دور الرقيب، ومن هنا يتبيَّن أن منطقة اللاشعور تمثِّل في حقيقتها ساحةً للصراع بين طرفي نقيض!
ويتمثل الجانب الشعوري للعقل في الـ”أنا”، وهي الجزء غير المكبوت من الـ”هي” الذي تم تهذيبه وفقًا لمراعاة الواقع الحياتي وتبعًا لمبدأ الواقعية -بدلًا من مبدأ اللذة الذي يحكم الـ”هي”- لذا نستطيع القول إن الـ”أنا” هي المحصلة النهائية لنتيجة الصراع الشرس بين الـ”هي” والـ”أنا العليا”.
الفكرة من كتاب مبادئ التحليل النفسي
يتناول الكتاب أحد أهم العلوم وأكثرها إثارة وغموضًا ألا وهو علم “التحليل النفسي”، هذا العلم الذي لا يقتصر فقط على كيفية قراءة النفس البشرية، بل يتعدَّى ذلك إلى محاولة التحكم فيها!
وعلى ذلك فالكتاب يقتحم خبايا التحليل النفسي ويتجشَّم خطورة النزول إلى سردابه، موضحًا أهم مبادئه وتفسير أشهر المصطلحات المستخدمة فيه، مع التعريج على أبرز تطبيقاته في العلوم الحياتية.
مؤلف كتاب مبادئ التحليل النفسي
محمد فؤاد جلال: كاتب مصري، يعدُّ أحدُ أبرزِ روَّاد التربية الحديثة، حصل على بعثةٍ لدراسة علم النفس في إنجلترا، حيث نالَ دبلوم علم النفس مع مرتبة الشرف عامَ ١٩٤٠م. وبعدما رجع مِن البعثة امتهن التدريس ﺑ”معهد التربية العالي للمعلمين”، وظلَّ به حتى عُيِّن رئيسًا لقسم التربية وعلم النفس، كما عمل أستاذًا لعلم النفس في كلية البنات.
وقد شغل العديد من الوظائف، منها: وزير الثقافة والإرشاد القومي، ووكيل مجلس الأمة وسفير مصر (بعدة دول)، كما ترأَّسَ مؤتمرَ الخِرِّيجين العرب، ومؤتمرَ التضامُن الآسيوي الأفريقي، وكَتبَ مئاتِ البحوث والمقالات، ويُعدُّ كتابا «مبادئ التحليل النفسي» و«اتجاهات في التربية الحديثة» من أهم كُتبِه، وقد استمرَّ عطاؤه حتى وافَتْه المنية عامَ ١٩٦٢م.