الأحوال الاقتصادية في كُورْيَا الجنوبية
الأحوال الاقتصادية في كُورْيَا الجنوبية
حققت كُورْيَا الجنوبية نهضة اقتصادية واجتماعية وتعليمية مفاجئة في وقت قصير سُميت بمعجزة “نهر الهان”، وارتفعت كُورْيَا إلى مستوى الدول الرأسمالية المتقدمة اقتصاديًّا وصناعيًّا، لكن هذا لم يكن الحال دائمًا.
إذ كان لكُورْيَا اقتصاد زراعي مُتخلف، وكان مورد عيشهم الرئيس هو الأرز وبعض الحبوب الأخرى، وكانت الصناعات التقليدية وقتها هي الملابس والأثاث والورق، ولكن في أوائل الستينيات تحققت بداية سريعة في التصنيع.
فبعد الحرب الكورية تلقت كُورْيَا معونات اقتصادية، خصوصًا من الولايات المتحدة الأمريكية التي كانت ضرورية لإنعاش اقتصاد البلاد، ومن ثم أعطت حكومة كُورْيَا الجنوبية الأولوية لتطوير الصناعات التحويلية التي كانت مُحفزة بنمو معدل الصادرات.
وأصبح كل ما يسير على أرض كُورْيَا مصنوعًا بمصانعها من القطارات والأتوبيسات وغيرها، وساعد على ذلك استخدام الشعب الكوري -حتى أثرى الأثرياء منهم- للمنتجات المحلية والدعم العلني للمنتجات الوطنية، ولهذا يعد اقتصاد كُورْيَا الجنوبية من أسرع الاقتصادات في العالم نموًا، ويحتل المرتبة الثانية عشرة بين الدول الاقتصادية الكبرى في العالم، وثالث أكبر اقتصاد في آسيا بعد اليابان والصين.
وتعد الصناعة من أهم القطاعات الاقتصادية في كُورْيَا الجنوبية، وتمثل نحو 30% من إجمالي الناتج المحلي، وتستحوذ على أكثر من 25% من حجم القوى العاملة في الدولة، كما تحتل كُورْيَا الجنوبية المركز الأول في العالم في صناعة السفن والمركز الثالث في صناعة الحديد.
وتوسعت في الصناعات التقنية بفضل التطور الكبير في سياسات التعليم والدخول في مجال النانو تكنولوجي وصناعة الروبوتات، وتُصدر كذلك عديدًا من المنتجات، كالسيارات والملابس الجاهزة والأجهزة الإلكترونية والسفن والفولاذ.
الفكرة من كتاب كوريا تنتظركم
تبدو كوريا الجنوبية لغزًا مثلها مثل نظيرتها الشمالية، وبعيدًا عن بعض منتجاتها المُستوردة لا نعلم عنها شيئًا، جاء هذا الكتاب ليُجيب عن بعض الأسئلة التي تراودنا حول كوريا الجنوبية وتاريخها وثقافتها وعاداتها وتقاليدها المميزة؛ عسى أن نتمكن يومًا ما من زيارتها والاستفادة مما تعلمنا من هذا الكتاب.
مؤلف كتاب كوريا تنتظركم
عبد المحسن بن عبد الرحمن آل الشيخ: كاتب سعودي.
ومن أعماله:
20 زيارة كورية.