حرب العافية

بعد تشخيص كاي بذُهَان الهَوَس الاكتئابي، كافحت للتعامل مع مرضها، وكان جزء من هذا الكفاح هو مقاومتها تناول أدويتها على النحو الموصوف -على الرغم من دراستها الطبية وممارستها للمهنة- ظنًّا منها أنها تستطيع إدارة تقلبات مزاجها بمفردها، كما أنها اشتاقت إلى نوبات ابتهاجها ونشاطها العارم، ولم تتحمل الأعراض الجانبية للدواء، ومن ثم توقفت عن تناول اللِّيثْيُوم وعن العلاج النفسي، مما تسبب في ظهور أعراض ذهانية خطيرة أكثر عنفًا وشراسة، فاضطرت إلى أخذ اللِّيثْيُوم مرة أخرى.

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

لم تجد كاي راحتها من دون الدواء، ولم تجدها مع أعراضه الجانبية التي أعاقتها عن ممارسة حياتها اليومية، وتحت وطأة الألم النفسي قررت الانتحار بابتلاع جرعة كبيرة من أقراص اللِّيثْيُوم، وقبل أن يتمكن الدواء من جسدها جاءتها مكالمة هاتفية من شقيقها، الذي شعر بوجود خطب ما فاتصل بالمسعفين وأنقذ حياتها. 

عادت كاي مرة أخرى إلى الحياة بمزيج من الدعم والحب والاهتمام من والدتها وأصدقائها وطبيبها النفسي، وبعد تحسن صحتها عملت بكد لتثبت لزملائها ورؤسائها أنها قادرة على أداء وظيفتها أستاذةً مساعدة وطبيبة على الرغم من معاناتها من اضطراب عقلي، وفي نهاية المطاف أمنت منصبًا ثابتًا في جامعة كاليفورنيا، وانتصرت على خوفها من المنع عن التدريس والممارسة الطبية، وعلى أجزاء من عقلها كانت قد هددت ذات مرة بعرقلة ظهورها.

في وقت لاحق ضيقت مجال دراستها على ذُهَان الهَوَس الاكتئابي، فقد كانت ترغب في معرفة المزيد عن المرض وطرائق علاجه، وفي ما بعد أسست برفقة اثنين من زملائها عيادة خارجية متخصصة في علاج الاكتئاب وذُهَان الهَوَس الاكتئابي، التي أصبحت بعد عدة سنوات مركزًا ذا صِيت للتعليم والبحث ولشفاء آلاف مرضى اضطرابات المزاج.

مع كل ما عانته كاي بسبب مرضها، بدا أن الحب في حياتها هو أكثر ما صمد أمام الضرر الذي أحدثه الهَوَس الاكتئابي، بل واستطاع منحها القوة اللازمة لمقاومة الأمزجة الحادة التي حاولت أن تغمر عقلها وروحها.

يتعرض أغلبنا لمشكلات تتعلق بالصحة العقلية، ونتيجة لذلك إما نذهب إلى العيادات النفسية لنتخلص من تلك الحالة السلبية، وإما نختبئ خوفَ المجتمع الذي لا يتهاون في جَلد المريض النفسي والتعاطي معه على أنه فاقد للعقل والإدراك، فيبتلع المريض معاناته، ويجتاز ألمه وحده خوفَ الوقوع تحت الاتهامات والتصنيفات القاسية.

وعلى الرغم من انتشار الأمراض النفسية وكثرة المصابين بها، فالمعروف عن طبيعتها قليل جدًّا، لذا تأتي د. جاميسون في هذا الكتاب لتصنع فرقًا، وتروي قصة صراعها مع ذُهَان الهَوَس الاكتئابي Manic depressive illness، وتوضح أبرز أعراضه وأسبابه وسُبل علاجه، فتنير العتمة وتمنح الأمل أمام ضربات المرض المتكررة.

كاي ردفيلد جاميسون: طبيبة أمريكية من مواليد 1946م، حصلت على الدكتوراه في علم النفس السريري Clinical psychology، من جامعة كاليفورنيا، وهي أستاذة الطب النفسي في جامعة جونز هوبكنز، وتُعد من أبرز الخبراء في ذُهَان الْهَوَس الاكْتِئَابِي الذي تعرضت له لسنوات عديدة.

أهم مؤلفاتها: 
ظلمة تتهاوى: محاولة لفهم الانتحار.
ممسوس بالنار: الهَوَس الاكْتِئَابِي، والأمزجة الفنية.

معلومات عن المترجم:
حمد العيسى: كاتب ومترجم سعودي، حصل على الدكتوراه في الترجمة من جامعة لَنْدَن، وترجم عديدًا من الكتب، منها: 
وارث الريح.
قصص لا ترويها هوليوود مطلقًا.