حطِّم مرآتك المشوَّهة
حطِّم مرآتك المشوَّهة
يبدأ علاج المرآة بأداء عدة تمارين لفحص الذات تتضمن: كتابة قائمة بالطرائق التي أساء فيها والداك معاملتك، وقائمة أخرى بالأوصاف المهينة التي نعتك بها الآخرون في طفولتك وما زالت تؤثر فيك حتى الآن، حدد من خلال أنماط المرايا السبعة أىّ المرايا السلبية وضعها والداك أمامك، ثم اكتب وصفًا مفصلًا للتجارب المخزية التي أدت بك إلى هذه الانطباعات السلبية وكيف كان رد فعلك تجاهها.
انظر في المرآة وحدد انطباعك تجاه جسدك هل هو سلبي أم إيجابي، وما هي المشاعر التي يخبرك بها وجهك، هل هي مشاعر حزن أم غضب أم عار، سجِّل هذه الانطباعات والمشاعر، ثم أغمض عينيك وتخيل أنك تتجول داخل جسدك واقتلع كل تلك الأوصاف المهينة وألقِ بها بعيدًا.
وعندما يهاجمك الناقد أو المخرِّب الداخلي تذكر أنه ليس أنت، وابحث عن مكانٍ هادئ وركز انتباهك على مشاعرك الداخلية، ثم اكتبها أو انطقها بصوت مرتفع لإخراج ذلك الصوت المهين من جسدك فتسلبه قوته، ويمكنك أن ترد على اتهاماته كما لو كان شخصًا.
ابدأ بتحطيم صورتك المشوهة عن طريق رفض المعتقدات السلبية التي زرعها داخلك والداك، وإطلاق مشاعر الغضب والحزن المكبوتة ولا مانع من أن تصرخ أو تبكي، فهذه المشاعر ليست سلبية، بل ما يترتب عليها من إيذاء النفس والآخرين، ويمكن التنفيس عنها بأسلوبٍ بنَّاء كممارسة الرياضة أو كتابة اليوميات.
إن أفضل طريقة لاستعادة قوتك هي المواجهة.. ابدأ بمواجهة نفسك بحقيقة أنك ضحية ثم واجه والديك بسلوكياتهما المسيئة، وألقِ باللوم عليهما بدلًا من لوم نفسك فلا يوجد طفل يستحق الإساءة والإهمال مهما كان خطؤه، ويمكنك التدرب على المواجهة من خلال كتابة مشاعرك في رسالة لوالديك ثم أحرقها أو أجرِ معهما محادثة وهمية، والأفضل أن تستعين بمعالج مختص أو صديق ثقة أو مجموعة دعم تسرد أمامهم قصتك ويمكنك أن تسجلها على شريط صوتي.
انفصل عاطفيًّا عن والديك وتوقف عن استرضائهما فقد فات الأوان على تلبية احتياجات الطفولة، تجرأ على التعبير عن حزنك وغضبك وقل “لا” عند انتهاك حدودك، ويجب أن تدرك أن والديك أيضًا قد تعرضا للإساءة في طفولتهما ولكنهما لم يتمكنا من الشفاء، والخطوة الأهم بعد التحرُّر من المشاعر السلبية هي التسامح كي نتحرر من الماضي، فالتسامح قوة شافية للعقل والروح والجسد.
الفكرة من كتاب مداواة جراحك العاطفية والنفسية برنامج قوي لمساعدتك على زيادة احترامك لنفسك وتهدئة الناقد داخلك والتغلب على شعورك بالخزي
هل تعاني انعدام الأمن أو كراهية الذات؟ هل تشعر بأنك لا تستحق الأشياء الجيدة ومجبر على بذل مجهود لكسب احترام الآخرين ورضاهم؟ هل تملك صوتًا داخليًّا يهاجمك في أوقاتك العصيبة ليخبرك كم أنت سيئ وعديم القيمة؟ هل تتعمد إيذاء نفسك أو الآخرين؟ هل تتجنب النظر في المرآة؟!
إذا أجبت بنعم عن أحد تلك الأسئلة فأنت في حاجة إلى قراءة هذا الكتاب، فالإساءات العاطفية بما تتضمنه من الإهمال والاستبداد والحماية المفرطة في أثناء مرحلة الطفولة هي السبب وراء انتشار مرض الاكتئاب واضطرابات الشخصية الحديَّة والشخصية النرجسية وارتفاع نسب الانتحار في زمننا هذا، ويهدف هذا الكتاب إلى مساعدتك على التعافي من خلال برنامج تدريبي يعتمد على تمارين وواجبات أسبوعية، مُصمَّمة لمعالجة الضرر الناتج عن إساءات الوالدين في أثناء مرحلة الطفولة والتغلب على ميول لوم النفس والتدمير الذاتي.
مؤلف كتاب مداواة جراحك العاطفية والنفسية برنامج قوي لمساعدتك على زيادة احترامك لنفسك وتهدئة الناقد داخلك والتغلب على شعورك بالخزي
بيفرلي إينجل:معالِجة متخصصة تمتلك خبرة ٣٥ عامًا في مجال علاج الاضطرابات النفسية الناتجة عن المشكلات العاطفية والأسرية والعنف المنزلي، قدمت خبراتها في عديد من البرامج الحوارية في كندا وأمريكا كبرنامج “أوبرا”، رُشحت لجائزة “the Books for a Better Life” عن كتابها “قوة الاعتذار”، ولها عديد من المؤلفات منها:
The Power of Apology: Healing Steps to Transform All Your Relationships.
It Wasn’t Your Fault.
Freedom at Last.
معلومات عن المترجم
《أ. د. مُحيِي الدِّين حُميدي》: أستاذ باحث في “جامعة Lund” بالسويد، حاز جائزة “خادم الحرمين الشريفين العالمية للترجمة”، ترجم ما يزيد على ٣٠ كتابًا في اللسانيات ونظرية الترجمة وطب العين والتربية الخاصة.