المرايا السبعة وأنماط الأبوة
المرايا السبعة وأنماط الأبوة
هناك سبعة أنماط من المرايا تعكس الأنواع السبعة للآباء والأمهات المسيئين عاطفيًّا، وتتضمن: مرآة أنا غير محبوب، أنا بلا قيمة، أنا لا شيء من دون والديَّ، أنا عاجز، أنا فاشل، أنا سيئ، أنا نكرة.
تعكس المرآة الأولى “أنا غير محبوب” إهمال الوالدين، خصوصًا الإهمال العاطفي الذي يُشعِر الطفل بأنه مجبر على بذل مجهود ليتقبله والداه، ومن ثم ينعدم لديه إحساس الأمان وقد يصبح باردًا عاطفيًّا أو تابعًا للآخرين.
وتعكس المرآة الثانية “أنا بلا قيمة” الوالدين الرافضين للطفل، كالتخلي عنه بسبب انفصالهما أو تركه تحت رعاية جدته أو المربية، فيشعر الطفل أنه مرفوض وبلا قيمة ويلازمه إحساس عدم الأمان والوحدة وكراهية الذات.
المرآة الثالثة هي “أنا لا شيء من دون والديَّ”، وتعكس الوالدين المتملِّكين اللذين يخنقان الطفل بالحماية المفرطة دون تعليمه الاعتماد على نفسه، كما يصر بعضهم على أن يتبنى الطفل قيمهم الدينية والاجتماعية، وعندما يكبر الطفل يصبح قليل الإنجاز تابعًا لوالديه فيعجز عن الاستقلال أو تكوين علاقات، وينتهي به الأمر ضحية لتحكمات الآخرين.
المرآة الرابعة هي “أنا عاجز”، وتعكس الوالدين المستبدين اللذين يجبران الطفل على طاعتهما طاعة عمياء، فتتحطم روحه ويلازمه شعورٌ دائمٌ بالضعف والضغط وعدم الكفاءة، ومع الوقت يطور هذا الطفل قدرات تحذيرية لملاحظة تعبيرات وجوه الناس وتوقع أي هجوم منهم فيميل إلى العدوانية أو الانسحابية.
أما المرآة الخامسة فهي “أنا فاشل”، وتعكس الوالدين الساعيين إلى الكمال، إذ تعتمد تربيتهما على الاهتمام بالمظاهر وآراء الآخرين، وأن قيمة الطفل تعتمد على إنجازاته كذلك يميلان إلى انتقاده بشدة، والنتيجة أن يلازم الطفل شعور الفشل ويفقد ثقته بنفسه.
المرآة السادسة هي “أنا سيئ”، وتعكس الوالدين الانتقاديين اللذين يعاملان الطفل بازدراء وإذلال، خصوصًا أمام الغرباء، وهذا من شأنه تدمير إرادة الطفل، فيدور في حلقة مفرغة من كراهية الذات وعدم القبول وينعزل عن الآخرين حتى يتجنب المزيد من الرفض، وقد يوجه غضبه إلى الخارج فيصبح عنيفًا متنمرًا.
وأخيرًا المرآة السابعة وهي “أنا نكرة”، وتعكس الوالدين النرجسيين اللَّذين يعدان احتياجاتهما أكثر أهمية من احتياجات الطفل وأنه أحد ممتلكاتهما، فيستغلانه لمصلحتهما الشخصية ويفرضان عليه توقعاتٍ عالية وتحسيناتٍ مستمرة بدلًا من تقبُّل عيوبه، وإذا حاول الطفل الاستقلال عنهما يتهمانه بالأنانية، ويصبح هذا الطفل متناقضًا، فمن الظاهر يكون مثاليًّا مثيرًا للإعجاب، لكنه من داخله محطم وكاره لذاته.
الفكرة من كتاب مداواة جراحك العاطفية والنفسية برنامج قوي لمساعدتك على زيادة احترامك لنفسك وتهدئة الناقد داخلك والتغلب على شعورك بالخزي
هل تعاني انعدام الأمن أو كراهية الذات؟ هل تشعر بأنك لا تستحق الأشياء الجيدة ومجبر على بذل مجهود لكسب احترام الآخرين ورضاهم؟ هل تملك صوتًا داخليًّا يهاجمك في أوقاتك العصيبة ليخبرك كم أنت سيئ وعديم القيمة؟ هل تتعمد إيذاء نفسك أو الآخرين؟ هل تتجنب النظر في المرآة؟!
إذا أجبت بنعم عن أحد تلك الأسئلة فأنت في حاجة إلى قراءة هذا الكتاب، فالإساءات العاطفية بما تتضمنه من الإهمال والاستبداد والحماية المفرطة في أثناء مرحلة الطفولة هي السبب وراء انتشار مرض الاكتئاب واضطرابات الشخصية الحديَّة والشخصية النرجسية وارتفاع نسب الانتحار في زمننا هذا، ويهدف هذا الكتاب إلى مساعدتك على التعافي من خلال برنامج تدريبي يعتمد على تمارين وواجبات أسبوعية، مُصمَّمة لمعالجة الضرر الناتج عن إساءات الوالدين في أثناء مرحلة الطفولة والتغلب على ميول لوم النفس والتدمير الذاتي.
مؤلف كتاب مداواة جراحك العاطفية والنفسية برنامج قوي لمساعدتك على زيادة احترامك لنفسك وتهدئة الناقد داخلك والتغلب على شعورك بالخزي
بيفرلي إينجل:معالِجة متخصصة تمتلك خبرة ٣٥ عامًا في مجال علاج الاضطرابات النفسية الناتجة عن المشكلات العاطفية والأسرية والعنف المنزلي، قدمت خبراتها في عديد من البرامج الحوارية في كندا وأمريكا كبرنامج “أوبرا”، رُشحت لجائزة “the Books for a Better Life” عن كتابها “قوة الاعتذار”، ولها عديد من المؤلفات منها:
The Power of Apology: Healing Steps to Transform All Your Relationships.
It Wasn’t Your Fault.
Freedom at Last.
معلومات عن المترجم
《أ. د. مُحيِي الدِّين حُميدي》: أستاذ باحث في “جامعة Lund” بالسويد، حاز جائزة “خادم الحرمين الشريفين العالمية للترجمة”، ترجم ما يزيد على ٣٠ كتابًا في اللسانيات ونظرية الترجمة وطب العين والتربية الخاصة.