كورِنثيانز وألتراس أهلاوي ضد السلطة
كورِنثيانز وألتراس أهلاوي ضد السلطة
ترتبط كرة القدم في البرازيل بروح الأمة وهويتها، التي عانت منذ الستينيات حكم ديكتاتورية عسكرية ضيقت كل مجالات الحياة، ومرة أخرى كانت الكرة هي المتنفس الوحيد، ففي نادي كورِنثيانز الذي انخرط لاعبوه في السياسة، وبدؤوا تجربة جديدة من التنظيم الذاتي للنادي، معتمدين على الديمقراطية في اختيار مدير الكرة والقائد، بل وحتى الممارسات الروتينية، كانوا يصوتون على كل شيء تقريبًا.
وبهذا أصبح نادي كورِنثيانز حامل راية الشعب المقاوم، مستغلًّا كل فرصة لإظهار دعمه للدعوة الديمقراطية وإجراء انتخابات رئاسية، وأصبح نجمه سقراط الملقب بالطبيب رمزًا برازيليًّا مقدسًا، حتى مع رحيله إلى نادي روما، وبحلول عام 1985م، انتُخب أول رئيس مدني في تاريخ البرازيل.
ومن البرازيل إلى مصر وحكاية أخرى من حكايات كرة القدم، وهذه المرة بطلها ألتراس أهلاوي، الذي كان على رأس ثورة يناير 2011م، ومرآة لعكس توتر العلاقات بين الشرطة والسلطات مع جماهير الألتراس، التي لطالما ردت على العنف بعنف، وعبرت عن عمق الثقافة المصرية التشجيعية كعائلة واحدة لها أغانيها وملابسها وطريقة حركتها، ورفضت حركات الألتراس محاولات السلطة لتحويل كرة القدم إلى آلة لكسب الأموال، بعدما كانت قديمًا تستخدم لترويج القومية العربية.
انخفض تأثير الألتراس بعد حادثتي مذبحة بورسعيد والدفاع الجوي، اللذين يعدهما الألتراس الأهلاوي والزملكاوي مؤامرة من النظام للانتقام من دورهما في ثورة يناير، وصُنفت كثير من الروابط منظماتٍ إرهابيةً وحُبست قياداتُها، وتحت استراتيجيات التأمين والسيطرة على الملاعب تراجع الألتراس وتقوقع داخل التشجيع العادي الهامشي تاركًا الساحة العامة.
الفكرة من كتاب تاريخ شعبي لكرة القدم
يصف عشاق الساحرة المستديرة محبوبتهم بأنها أكثر من كرة قدم، ودائمًا ما يُستخف برأيهم وبمقدار الاهتمام الذي يولونه تجاه جلد مدور، طارحين السؤال التقليدي “ماذا قدمت كرة القدم إلى العالم؟”.
وللإجابة عن هذا السؤال سنجوب حكايات التاريخ المختلفة، من بريطانيا إلى إيطاليا وحتى مصر، لنرى كيف كانت كرة القدم تمنح الناس هامشًا للتنفس بحرية تحت حكم ديكتاتوريات عسكرية، ونعرف ماذا يمكن أن تفعل الجماهير العاجزة في المدرجات، وإلى أي حد كانت كرة القدم تسمح لهم بالحلم بحياة أفضل.
مؤلف كتاب تاريخ شعبي لكرة القدم
ميكائيل كوريا: صحفي في أهم جريدة رقمية فرنسية مستقلة “ميديا بارت mediapart”، وله عديد من الإسهامات الصحفية مع جرائد أخرى مهمة مثل: “لوموند ديبلوماتيك” و”لوكانار أونشينيه”، بالإضافة إلى كونه أحد مؤسسي مجلة النقد الاجتماعي CQFD، ومن كتبه:
– جرائم المناخ: تحقيق حول الشركات متعددة الجنسية التي تحرق كوكبنا.
معلومات عن المترجم:
محمد عبد الفتاح السباعي: رئيس قسم الشؤون الخارجية بجريدة الأخبار اليومية، كما أنه يعمل مترجمًا فوريًّا في عديد من القنوات الرياضية المصرية، وقد عمل مراسلًا رياضيًّا في كأس الأمم الإفريقية عام 2008م، ومن كتبه المترجمة من الفرنسية إلى العربية:
لوثر ومحمد: بروتستانتية أوروبا الغربية في مواجهة الإسلام من القرن السادس عشر إلى القرن الثامن عشر.
عنف وسياسة في الشرق الأوسط، من سايكس بيكو إلى الربيع العربي.