الفاشية والنازية تحت نيران كرة القدم
الفاشية والنازية تحت نيران كرة القدم
يعاني الناس تحت ظل حكم الديكتاتوريات القامعة العنيفة، ويجدون في كرة القدم طريقة بسيطة لقول “لا”، التي عجزوا عنها في الحياة الخارجية، فعندما كان موسوليني يستخدم الرياضة سلاحًا سياسيًّا رغبة في إظهار التفوق الفاشي، كانت المدرجات أفضل مكان للاعتراض والاختفاء وسط التجمعات، أما في محاولة ستالين لإظهار تفوق الشيوعية على الرأسمالية، فقد قمع بوحشية مئات آلاف الأفواه لتثبيت حكمه، فاتجهت الجماهير إلى تشجيع نادي سبارتاك للاعتراض وإبراز هويتهم الاجتماعية الرافضة لفرق العاصمة المركزية القريبة من النظام.
ماذا عن فرانكو في إسبانيا؟ كان الملجأ الوحيد من بطشه العسكري هو نادي برشلونة الكتالوني، الذي اتُّخِذَ رمزًا للمقاومة، لدرجة تهريب أسلحة مع بعثة الفريق، والحديث باللغة الكتالونية المحظورة في استاد الكامب نو، بجانب كره ريال مدريد الفريق العاصمي المفضل لنظام فرانكو، ولذلك أصبح كل انتصار لبرشلونة على مدريد بمنزلة صفعة من المتمردين لفرانكو ونظامه، الذي أخذ في الترنح بمرور السنين وسقط أخيرًا في السبعينيات.
وكيف ننسى أدولف هتلر والنازية؟! الذي برغم عدم اهتمامه بكرة القدم لم يغفل عن أهميتها لدى الجماهير، فاتخذها آلة دعائية لتمجيد النظام ووسيلة لبناء الشخصية الألمانية الجديدة، ولكنه وجد مقاومة شرسة من الشيوعيين في البلاد المحتلة كأوكرانيا والنمسا، لدرجة فشل أغلب المسرحيات الكروية التي أعدها النظام لفوز فريقه، فأوكرانيا والنمسا انتصرتا على ألمانيا وفي حضور هتلر، مما دعى إلى اعتقال عديد من اللاعبين وتعذيبهم، وكذلك انضمت النرويج إلى صف المقاومين بإضرابها عن المسابقات النازية، أما في هولندا فكان فريق أياكس شبكة سرية لتقديم المساعدات للمقاومين.
الفكرة من كتاب تاريخ شعبي لكرة القدم
يصف عشاق الساحرة المستديرة محبوبتهم بأنها أكثر من كرة قدم، ودائمًا ما يُستخف برأيهم وبمقدار الاهتمام الذي يولونه تجاه جلد مدور، طارحين السؤال التقليدي “ماذا قدمت كرة القدم إلى العالم؟”.
وللإجابة عن هذا السؤال سنجوب حكايات التاريخ المختلفة، من بريطانيا إلى إيطاليا وحتى مصر، لنرى كيف كانت كرة القدم تمنح الناس هامشًا للتنفس بحرية تحت حكم ديكتاتوريات عسكرية، ونعرف ماذا يمكن أن تفعل الجماهير العاجزة في المدرجات، وإلى أي حد كانت كرة القدم تسمح لهم بالحلم بحياة أفضل.
مؤلف كتاب تاريخ شعبي لكرة القدم
ميكائيل كوريا: صحفي في أهم جريدة رقمية فرنسية مستقلة “ميديا بارت mediapart”، وله عديد من الإسهامات الصحفية مع جرائد أخرى مهمة مثل: “لوموند ديبلوماتيك” و”لوكانار أونشينيه”، بالإضافة إلى كونه أحد مؤسسي مجلة النقد الاجتماعي CQFD، ومن كتبه:
– جرائم المناخ: تحقيق حول الشركات متعددة الجنسية التي تحرق كوكبنا.
معلومات عن المترجم:
محمد عبد الفتاح السباعي: رئيس قسم الشؤون الخارجية بجريدة الأخبار اليومية، كما أنه يعمل مترجمًا فوريًّا في عديد من القنوات الرياضية المصرية، وقد عمل مراسلًا رياضيًّا في كأس الأمم الإفريقية عام 2008م، ومن كتبه المترجمة من الفرنسية إلى العربية:
لوثر ومحمد: بروتستانتية أوروبا الغربية في مواجهة الإسلام من القرن السادس عشر إلى القرن الثامن عشر.
عنف وسياسة في الشرق الأوسط، من سايكس بيكو إلى الربيع العربي.