تحديد التفضيلات وتوسيع مجالات القراءة
تحديد التفضيلات وتوسيع مجالات القراءة
يمتلك القراء عديدًا من تفضيلات الكتب المختلفة التي تتغير مع الوقت اعتمادًا على اهتماماتهم وتغير أذواقهم، وتظهر اتجاهات متشابهة لدى الطلاب كتفضيل قراءة نوع أدبي واحد، أو الانتهاء من كتب مؤلف واحد، أو تفضيل الأعمال الأدبية على الكتب المعرفية، أو تفضيل سلاسل الكتب المطولة، أو تجنب قراءة لون أدبي معين وتجنب كتب التاريخ والسيرة الذاتية، إذًا كيف يمكن للمعلم مساعدة طلابه على تجربة عديد من التفضيلات وتوسيع آفاقهم؟
ينفر عديد من القراء الناشئين من الأعمال التاريخية وكتب السيرة الذاتية، ويعود ذلك إلى سببين رئيسين وهما: التحليل المبالغ للأعمال التاريخية ضمن المقرر الدراسي، وتنقيح السير الذاتية المعدة للأطفال من ناحية الجانب الشخصي للأبطال، فلا ينظر إليهم الأطفال كأشخاص واقعيين يمتلكون عديدًا من الجوانب الشخصية مثلهم، بل كائنات أحادية البعد، ويمكن حث الطلاب على قراءة هذا النوع من خلال اختيار الأعمال المثيرة للاهتمام التي تغطي الصفات الآدمية للشخصيات.
ويربط القراء الناشئون بين قراءة الأعمال غير الروائية والفروض المدرسية، فترتبط في أذهانهم بالملل وبكون قراءتها لا تتعدى واجبًا أكاديميًّا مفروضًا عليهم، ويكتفي المعلمون بسبب ضغط العام الدراسي بالمعلومات التي يقدمها الكتاب المدرسي، مما يحرم الطلاب فرصة الاطلاع على هذا النوع، ويمكن حل هذه المشكلة من خلال إضافة مزيد من الأعمال غير الروائية لجلسات نقاش الطلاب وترشيحها لهم من خلال إعلانات الكتب، وضم هذا النوع ضمن جلسات القراءة الجَهْوَرِيَّة والاطلاع على المحتوى المقروء على الإنترنت، والتنسيق مع المعلمين لاختيار كتب معرفية ترتبط بالمنهج الدراسي الحالي للطلاب، وكذلك ترشيح كتب غير روائية للطلاب، تتشابه مع الأعمال الروائية المفضلة لديهم.
ويمكن ملاحظة أن عديدًا من أولياء الأمور والمعلمين يخطئون عندما يتعلق الأمر بالروايات المصورة والمجلات، إذ يعزف عنها معلمو القراءة ويعدونها مرحلة انتقالية لدى القارئ الناشئ مما يمنعهم من ترشيحها لباقي القراء، ولقراءة المجلات والروايات المصورة مزايا عدة، فهي تعمل على تحفيز القراء وتساعد الصورُ الطلابَ على فهم عديد من المصطلحات اللغوية الصعبة، وتمييز الحبكة والشخصيات الرئيسة، كما تحفز استراتيجيات الفهم كالتلخيص والتأليف والاستنتاج.
الفكرة من كتاب القراءة الجامحة: أسس تنمية عادة القراءة
تؤكد المؤسسات التعليمية أهمية القراءة بشكل دائم وتسعى إلى قياس كفاءة الطلاب ومهارات القراءة من خلال الاختبارات فقط، ونتيجة لذلك يشعر عديد من الطلاب بالنفور من القراءة وترتبط في أذهانهم بكونها واجبًا أكاديميًّا فقط فلا يعطونها أهمية خلال أوقاتهم خارج أسوار المدرسة، ومن ثم يفتقرون إلى عديد من المهارات المهمة.
في الحقيقة توجد فائدة كبرى على المدى الطويل لتخصيص وقت للقراءة في الفصول المدرسية والمحافظة عليه وتشجيع الطلاب على تخصيص وقت للقراءة في المنزل، إذ تشير الأبحاث إلى أن معدل الوقت المستغرق في القراءة يتناسب طرديًّا مع أداء الطلاب في الاختبارات، كما تشجع هذه العملية ما هو أكثر من عادة القراءة، فهي تعطي للطلاب الفرصة لتبادل الملاحظات والآراء مع قراء آخرين وتوفر لهم شعورًا بالانتماء إلى مجتمع القراء الذي يقدرهم ويراهم قراءً حقيقيين.
إذًا كيف نشجع الطلاب على الاستمرار في عملية القراءة خارج المدرسة؟ وكيف نعمل على تحويل القراءة إلى عادة بدلًا من كونها مقررًا دراسيًّا فقط؟ وكيف ننتج قارئًا نهمًا؟ هذه الأسئلة وغيرها يحاول كتابنا تقديم الإجابة عنها.
مؤلف كتاب القراءة الجامحة: أسس تنمية عادة القراءة
دونالين ميلر: معلمة ومؤلفة ولدت عام ١٩٦٧م، ودرست مادة فنون اللغة للصف الرابع في منطقة فورت بولاية تكساس، وحصدت عديدًا من الجوائز كمدرس العام لعام ٢٠١١م، وجائزة الإنجاز المتميز مدى الحياة لجهودها المميزة في تدريس فنون اللغة لعام ٢٠١٨م، وهي مؤلفة لعديد من الكتب التي تهدف إلى إنشاء مجتمعات قراءة جذابة وشاملة لجميع الأطفال، ومن مؤلفاتها:
الهامسون بالكتب.
The joy of reading.
سوزان كيلي : معلمة لفنون اللغة أقامت عديدًا من ورش القراءة والكتابة للطلاب والمعلمين.
معلومات عن المترجمة:
سارة عادل: مترجمة مصرية تخرجت في كلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية عام ٢٠٠٨م، تعمل مترجمة في مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة، ولها عديد من الكتب المترجمة:
النظرية النقدية: مقدمة قصيرة جدًّا.
تعلم لغة جديدة بسرعة وسهولة.
تأملات في حياة الناس الأكثر فعالية.
العمل الجماعي من أجل الابتكار.