مشاركة الكتب والتواصل مع القراء
مشاركة الكتب والتواصل مع القراء
قد تبدو القراءة نشاطًا فرديًّا، ولكنها على عكس ذلك، فهي تبدأ وتنتهي بمشاركة أشخاص آخرين، يشعر عديد من الطلاب بالإحراج من كونهم قراءً نهمين، وذلك بسبب ما تروجه الثقافة المجتمعية عن كون القراءة واجبًا أكاديميًّا فقط، إذًا كيف ندعم ثقافة القراءة داخل مجتمعات الطلاب؟ يكون ذلك بالعمل على عدّة أمور:
الأمر الأوّل: دعم مجتمعات القراءة في المدرسة والمنزل؛ يجب أن ندعم ثقافة القراءة داخل مجتمعات الآباء، وذلك لأن معظمهم لا يملكون المعرفة أو الوسائل الكافية لدعم القراءة الإيجابية، ويمكن تحقيق ذلك من خلال تنظيم فاعليات للمشاركة في المكتبة، وضم ترشيحات للقراءة المنزلية، ومساعدة أمناء المكتبة للآباء الراغبين في مقترحات للقراءة، والسماح للآباء باستعارة الكتب من المكتبة المدرسية، وتنظيم اجتماعات للآباء وتأكيد أهمية دعم القراءة المنزلية فيها، والعمل على زيادة طرائق وصول الطلاب إلى المكتبات خلال العطلات المدرسية.
ويجب دعم ثقافة القراءة داخل الحرم المدرسي وتهيئة الظروف المناسبة للقراءة، لذلك يجب الاهتمام بأوقات القراءة عند وضع الجدول المدرسي والاهتمام بمراعاة حجم التكليفات والفروض المنزلية المفروضة على الطلاب، وذلك من خلال تواصل المعلمين بعضهم مع بعض لوضع تقدير صحيح لما يُفرض على الطلاب وقد يعوق قدرتهم على القراءة في المنزل، والاهتمام بميزانية مكتبة المدرسة والحرص على تدريب المعلمين.
لدعم مجتمعات القراءة فوائد عدة منها إقامة الطلاب علاقات مع قراء آخرين، وزيادة حماس الطلاب، وتوسيع المجالات المعرفية التي يتعرض لها الطلاب، وتعزيز استمتاعهم بالقراءة.
الأمر الثاني لدعم مجتمعات القراءة: تعزيز الأنشطة التي تساعد على دعم ثقافة القراءة، ويكون ذلك من خلال الاهتمام بنشر الإعلانات المختلفة عن الكتب، والاستعانة بالطلاب للإدلاء بآرائهم وتقديم المعلومات المختصرة عن الكتب، والتنسيق مع المعلمين لتعزيز أنشطة القراءة داخل الفصول وليس في المكتبة المدرسية فقط، وهناك عديد من الأمثلة للأنشطة المختلفة “جرافيتي القراءة أو أبواب القراءة أو حائط الاقتباسات”.
أما الأمر الثالث فهو: دعم القراء المركزيين، فإن القراء النهمين يعانون من شعورهم بعدم الانتماء فلا يتأثرون بمن حولهم من الطلاب، لذا يجب تحفيزهم من قبل المعلم وتوجيه الأسئلة إليهم ودمجهم في الأنشطة التي تتضمن تفاعلهم مع أقرانهم من القراء داخل المجتمع المدرسي.
الفكرة من كتاب القراءة الجامحة: أسس تنمية عادة القراءة
تؤكد المؤسسات التعليمية أهمية القراءة بشكل دائم وتسعى إلى قياس كفاءة الطلاب ومهارات القراءة من خلال الاختبارات فقط، ونتيجة لذلك يشعر عديد من الطلاب بالنفور من القراءة وترتبط في أذهانهم بكونها واجبًا أكاديميًّا فقط فلا يعطونها أهمية خلال أوقاتهم خارج أسوار المدرسة، ومن ثم يفتقرون إلى عديد من المهارات المهمة.
في الحقيقة توجد فائدة كبرى على المدى الطويل لتخصيص وقت للقراءة في الفصول المدرسية والمحافظة عليه وتشجيع الطلاب على تخصيص وقت للقراءة في المنزل، إذ تشير الأبحاث إلى أن معدل الوقت المستغرق في القراءة يتناسب طرديًّا مع أداء الطلاب في الاختبارات، كما تشجع هذه العملية ما هو أكثر من عادة القراءة، فهي تعطي للطلاب الفرصة لتبادل الملاحظات والآراء مع قراء آخرين وتوفر لهم شعورًا بالانتماء إلى مجتمع القراء الذي يقدرهم ويراهم قراءً حقيقيين.
إذًا كيف نشجع الطلاب على الاستمرار في عملية القراءة خارج المدرسة؟ وكيف نعمل على تحويل القراءة إلى عادة بدلًا من كونها مقررًا دراسيًّا فقط؟ وكيف ننتج قارئًا نهمًا؟ هذه الأسئلة وغيرها يحاول كتابنا تقديم الإجابة عنها.
مؤلف كتاب القراءة الجامحة: أسس تنمية عادة القراءة
دونالين ميلر: معلمة ومؤلفة ولدت عام ١٩٦٧م، ودرست مادة فنون اللغة للصف الرابع في منطقة فورت بولاية تكساس، وحصدت عديدًا من الجوائز كمدرس العام لعام ٢٠١١م، وجائزة الإنجاز المتميز مدى الحياة لجهودها المميزة في تدريس فنون اللغة لعام ٢٠١٨م، وهي مؤلفة لعديد من الكتب التي تهدف إلى إنشاء مجتمعات قراءة جذابة وشاملة لجميع الأطفال، ومن مؤلفاتها:
الهامسون بالكتب.
The joy of reading.
سوزان كيلي : معلمة لفنون اللغة أقامت عديدًا من ورش القراءة والكتابة للطلاب والمعلمين.
معلومات عن المترجمة:
سارة عادل: مترجمة مصرية تخرجت في كلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية عام ٢٠٠٨م، تعمل مترجمة في مؤسسة هنداوي للتعليم والثقافة، ولها عديد من الكتب المترجمة:
النظرية النقدية: مقدمة قصيرة جدًّا.
تعلم لغة جديدة بسرعة وسهولة.
تأملات في حياة الناس الأكثر فعالية.
العمل الجماعي من أجل الابتكار.