قرية مسانِدة
قرية مسانِدة
كثيرٌ من الأمهات المعاصرات يشعرن بالوحدة، ولا يجدن حولهن “قرية مساندة” كما تسميها المؤلفة، فيؤثر نقص التواصل في صحتهن النفسية، ويحتملن أعباء ثقيلة كانت تتعاون فيها العائلة الكبيرة حيث كان الطفل يكبر بين الأجداد والأعمام والعمات وأبنائهم.
ثمة أسباب كثيرة يمكن أن تسبب شعور الوحدة ذاك، كأن تكون إحدى الأمهات في مرحلة مختلفة عن الأمهات حولها، لأنها مثلًا رُزقت بأبناء بعد صديقاتها بفترة، ويصعب عليها التواصل مع أمهات أصغر لديهن أطفال في سن أطفالها. وربما لا تجد صديقات يشاركنها المعتقدات والأفكار نفسها أو يتقبلن خياراتها التربوية المختلفة عن السائد. وربما لم تنجح محاولاتها في التواصل مع الآخرين،
أو لم تحاول التواصل لضعف تقديرها لنفسها أو لأنها لا تريد أن تُبدي حاجتها وضعفها للآخرين، وربما تكون تجمعات الأمهات القريبة تستلزم إنفاقًا لا يُناسب ميزانيتها، أو ربما تكون انطوائية لا تحب التجمعات ولا تريد أن تُضحي بالوقت القليل الذي تُمضيه بمفردها بعد إتمام واجبات الأمومة، وقد يكون السبب انتقالًا من مكان السكن، أو تحمل بعض الأمهات الوحيدات أعباء كثيرة في غياب أزواجهن. المهم؛ ما الذي يمكن أن تفعله الأم لبناء قريتها المساندة؟ عليها أن تتحلى بالشجاعة وتبادر بالتواصل مع الآخرين،
وأن تحدد صِفات الأشخاص الذين تريدهم في قريتها، وأن تحب نفسها وتُقدرها، وتظهر شخصيتها الحقيقية لا شخصيةً زائفة ترجو بها إعجابًا وتضطر بعدها للتظاهر كي تحافظ على صداقةٍ مزيفة، ويمكن أن تكون الأنشطة التطوعية والعطاء عمومًا فرصة جميلة للتعرف على الآخرين والشعور بأنها جزء من المجتمع.
ولا بد من حُسن ترتيب الأولويات فلا تقول إنه لا وقت لديها لبناء علاقات حقيقية أو للتواصل الفعال الذي يعزز صحتها النفسية بينما تمضي ثلاث ساعات يوميًّا مثلًا في تصفح مواقع التواصل الاجتماعي.
الفكرة من كتاب نعمة الأم السعيدة – توقفي عن السعي نحو الكمال واعتنقي الفرح في الحياة اليومية
تقلب الأمومة حياة النساء وتغير أفكارهن وأحلامهن وأجسادهن؛ يجدن فيها كثيرًا من الأمور الجميلة والمثيرة والممتعة، لكنهن يواجهن أيضًا إرهاقًا وقلقًا وتحدياتٍ تسرق من سعادتهن، وعندما تبحث الأمهات عن السعادة في حياتهن اليومية، ربما يجدن أكثر الاقتراحات لا تناسب مشاغلهن، وينسين أن السعادة ربما تكمن في عشر دقائق من اللعب والمرح مع أطفالهن كل يوم يتناسَين فيها الضغوط،
عشر دقائق من الفرح والتواصل مع العائلة كل يوم يمكنها أن تصنع تغيرًا كبيرًا، والكتاب الذي بين أيدينا يحمل الكثير من الأفكار التي تساعد على بناء عادة السعادة في حياة كلِّ أم، وتساعدها على مواجهة الإرهاق والشعور بالذنب وطلب الكمال وغيرها من التحديات.
مؤلف كتاب نعمة الأم السعيدة – توقفي عن السعي نحو الكمال واعتنقي الفرح في الحياة اليومية
ريبيكا إيانس: كاتبة ومحررة، ومؤسسة موقع positive-parents.org وصفحة Positive Parenting: Toddlers and Beyond على فيسبوك، ومدربة معتمدة من معهد جاي للتربية | Jai Institute of parenting، تعمل محررة في موقع Motherly وفي مجلة Creative Child ومجلة Baby Maternity.
ومن مؤلفاتها:
The Newbie’s guide to positive parenting.
Positive parenting: An Essential Guide.
معلومات عن المترجمة:
علا ديوب: مترجمة سورية، ولدت في طرطوس، ودرست الأدب الإنجليزي في جامعة تشرين. ومن أعمالها: ترجمة “عزيزي أنا” و”متعة أن تكون في الثلاثين” و”أغرب عادات الشعوب” و”آباء أكفاء أبناء عظماء” و”أشياء جميلة”.