الليل والنهار
الليل والنهار
والآن لنجرب شيئًا مختلفًا وننظر من زاوية أخرى، تعالَ نتناقش بعيدًا عن الفراش والليل والنوم، ماذا عن نهارك؟ كيف تقضيه؟ كيف تتعامل مع اضطرابات النوم الليلية بدءًا من استيقاظك وحتى عودتك إلى الفراش مرة أخرى؟ هل تقضي النهار كله حاملًا هم عودتك إلى الفراش ليلًا؟
ربما تقول: لكن ما علاقة يومي بالنهار بنومي بالليل؟
سأخبرك عزيزي القارئ، أنت كإنسان وحدةٌ واحدةٌ متكاملة غير مقطعة إلى أجزاء ولا منفصلة، ومن ثم فإن عاداتك ونظام يومك بالنهار يؤثر في جودة نومك بالليل، فقد يكون نومك سيئًا ومررت بليل عصيب، إلا أن أنشطتك في النهار تعوض ذلك، وتكون فعّالة وباعثة على الهمة والنشاط، كيف ذلك؟ سأخبرك..
بداية سننطلق من قاعدة فحواها ألا تعلق صعوباتك وكسلك بالنهار على سوء النوم بالليل، الأمر الآخر لا تحكم على يومك من أول ساعة تستيقظ فيها، تريث قليلًا، ما زال النهار طويلًا!
وبما أنه طويل، فسنحاول استغلاله جيدًا، بأن نتجنب أولًا الدخول في حلقة الكافيين لمقاومة الكسل والإرهاق، لأن هذه الحلقة لن توصلك إلى شيء، ستظل تدور فيها طوال اليوم حتى تصل إلى فراشك، عوضًا عن ذلك قلل من الكافيين في يومك أو تجنبه تمامًا واستبدل به ما يحتاج إليه جسمك من الماء اللازم والتغذية الجيدة المتوازنة، وهذه أيضًا دعوة إلى التحرر من الأريكة، فنحن نحاول علاج مشكلة الفراش وليس لدينا وقت للدخول في مشكلة الأريكة! انهض عنها عزيزي القارئ فحل النوم ليس في الكسل والخمول والتمدد، إنما في الحركة والنشاط، وتذكر أن الخمول يجلب معه خمولًا آخر وهكذا يصبح من الصعب عليك الدخول في حالة من النشاط والحركة، كما أن المشكلات الصحية كالأنيميا ونقص الحديد وبعض الفيتامينات قد يكون له تأثير في جودة نومك، بل في حياتك بشكل عام، كبعض المشكلات النفسية التي ربما تحتاج إلى استشارة وعلاج، وهكذا نجد أن حل مشكلة النوم حل متكامل يشمل جوانب عدة تحتاج منك إلى وقت وصبر وجهد ومتابعة على المستوى الفكري والجسدي والنفسي.
الفكرة من كتاب تصبح على خير يا عقلي.. تخلص من أفكارك المزعجة وانعم بنوم هانئ
يعد النوم حاجة إنسانية ضرورية للقيام بمصالح الحياة، وكثيرًا ما يضطرب الناس لاضطرابات النوم وربما تتوقف حياتهم، تلك الاضطرابات قد يكون الإنسان نفسه هو السبب فيها، وقد تكون لعوامل صحية أو نفسية أو مهنية، أو حتى بسبب التقدم في العمر! وإدراك هذا يقطع نصف الطريق نحو حل تلك المشكلات التي في بعض الأحيان لا تحتاج سوى إلى تصحيح فكرة أو تعديل سلوك، وهذا ما سنحاول تقديمه خلال الفقرات الآتية.
مؤلف كتاب تصبح على خير يا عقلي.. تخلص من أفكارك المزعجة وانعم بنوم هانئ
كولي إي. كارني: تعمل أستاذة مساعدة ومديرة في معمل أمراض النوم والاكتئاب التابع لجامعة ريسون في مدينة تورنتو بكندا، ومن مؤلفاتها:
Insomnia and Anxiety.
Goodnight Mind for Teens: Skills to Help You Quiet Noisy Thoughts and Get the Sleep You Need.
راشيل مانبير: تعمل أستاذة في جامعة ستانفورد، ومديرة لبرنامج علاج الأرق واضطراب النوم السلوكي في مركز ستانفورد لطب وبحوث النوم ومن مؤلفاتها:
Treatment Plans and Interventions for Insomnia.
Cognitive Behavior Therapy for Insomnia in Those with Depression: A Guide for Clinicians.