هل عشرون ساعة كافية بالفعل؟
هل عشرون ساعة كافية بالفعل؟
هناك فخ مشهور يقع فيه الجميع عند الحديث عن تعلم مهارة جديدة، فتجد الشخص يقول: أود تعلم تلك المهارة لكنني لا أجد الوقت الكافي!
عذر عدم توافر الوقت هو إحدى الحيل النفسية المشهورة والمرتبطة بتعلم مهارات جديدة، وهو يكون مبررًا لأنفسنا نبرِّر به عدم المحاولة والتأجيل المستمر لتعلم مهارات نحتاجها ونود اكتسابها، وبالإضافة إلى عذر الوقت قد يكون هناك أسباب أخرى مثل عدم معرفة أي المهارات أولى بالتعلم، بسبب كثرة المهارات التي نود تعلمها أو عدم معرفة كيفية البدء في تعلم إحداها، كما أن من الأسباب الرئيسة التي تجعلنا نتوقف عن تعلم مهارة معينة بعد البدء في تعلمها بالفعل هو الشعور بعدم إحراز تقدم، لذا نشعر أننا نحتاج إلى وقت وجهد أكبر بكثير مما توقَّعنا للوصول إلى المستوى المأمول، فيصيبنا الإحباط واليأس.
لكن بعد كل هذا هل الأمر فعلًا بسيط ويحتاج إلى عشرين ساعة فقط؟ قد يسمع البعض بما يسمى قاعدة العشرة آلاف ساعة، التي قدمها الكاتب “مالكولم جلادويل” في كتابه الشهير “الفلتات-OUTLIERS” ويقول فيها إن الناجحين في مجالهم على مستوى العالم تدربوا لقرابة عشرة آلاف ساعة لكي يصلوا إلى مستواهم الرائع المعروف عنهم، ومن هنا تبدأ المقارنة بين عشرة آلاف ساعة وعشرين ساعة فقط، فيجعلك تشعر أن عشرين ساعة لا تكفي أبدًا لاكتساب أي مهارة.
وبما أننا بشر طبيعيون فلا نستطيع العمل المستمر لمدة عشرة آلاف ساعة متواصلة، لذلك فإن عدد ساعات العمل القياسية هو ألفا ساعة سنويًّا، وبذلك فإن الفترة الكافية لاحتراف مهارة ما هو خمس سنوات تقريبًا، لكن هنا يجب أن ننتبه إلى شيء، وهو أن هذه المدة مطلوبة فقط لكي تكون محترفًا وتنافس الخارقين في العالم على هذه المهارة، لكن هنا الحديث ليس عن الاحترافية، بل عن مجرد اكتساب المهارة وأساسياتها، وهذا ما يزعم الكاتب أن عشرين ساعة نوعية كافية لإنجازه، وهنا يجب التنبيه على أنه ليس هناك سبب علمي لرقم عشرين، هو مجرد متوسط مناسب يقترحه المؤلف بناءً على خبرته في التعلم واكتساب المهارات، وبالتأكيد سيكون هناك اختلاف من مهارة إلى أخرى ومن شخص إلى آخر على حسب المستوى المطلوب الوصول إليه في المهارة.
الفكرة من كتاب أول 20 ساعة
كثيرون منا يريدون اكتساب مهارات جديدة، لكن البعض فقط ينجح في تحقيق ذلك، والسبب لا يرجع إلى قدرات خارقة لهؤلاء الأشخاص، ولا ارتفاع مستوى ذكائهم عن الآخرين، لكن السبب في أسلوب إدارتهم لوقتهم ومدى تركيزهم في أثناء تعلم المهارة الجديدة، وكذلك الممارسة والتدريب المركزين.
وما يميز هذا الكتاب أن الكاتب يقدم تجربته العملية في تعلم مهارات عدة، معتمدًا على نفس الأسلوب والمبادئ، كتعلم اليوجا والبرمجة والعزف على بعض الآلات وتعلم لعبة GO والكتابة باللمس.
مؤلف كتاب أول 20 ساعة
جوش كوفمان Josh Kaufman: مدرس أعمال مستقل، وناشط تعليمي ومؤلف كتاب “ماجستير في إدارة الأعمال الشخصية: ماجستير في فن الأعمال”.
حصل على درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال من كلية إدارة الأعمال بجامعة سينسيناتي ليندنر في عام ألفين وخمسة، ويبلغ من العمر ثمانية وعشرين عامًا، وله كتاب شهير وهو كتابه الأول بعنوان: The Personal MBA.