أنواع الفُصام
أنواع الفُصام
يمكن تصنيف الفُصام عدة أنواعٍ وفقًا للأعراض التي يعانيها الشخص المصاب، إلا أن هناك حالاتٍ تختلط فيها الأعراض ولا يمكن تصنيفها تحت أحد هذه الأنواع، وسنتعرض سريعًا لأكثر الأنماط شيوعًا لمرض الفُصام.
يُعرف النوع الأول بالفُصام البارانُوي: ويشكّل هذا النوع النمط الأكثر شيوعًا لدى مرضى الفُصام، وأهم أعراض الفُصام البارانوي كثرة الشك في الآخرين والمبالغة في تدني تقدير الذات، وتظهر المعتقدات الزائفة لدى مريض الفُصام البارانوي بصورة أكبر، إلا أنها كثيرًا ما تأخذ صورةً منظمةً متسقةً نتيجة محاولة المريض إضافة الطابع المنطقي إليها.
أمّا النوع الثاني فيعرف بالفُصام الهِيبِفْرِيني: ويتسم مريض الفُصام الهِيبِفْرِيني بالجمود الانفعالي وسلوك نمط التفكير غير المنطقي في معظم الأوقات، لذلك غالبًا ما تكون معتقداته الزائفة أكثر بعدًا عن الواقع.
أمّا النوع الثالث من أنواع الفُصام فيعرف بالفُصام الكاتاتوني أو (التصلبي): ويبدأ ظهوره عادةً بمدةٍ زمنيةٍ من فرط النشاط والحركة تليه سلبية تامة وانسحاب من الحياة، مع عجز المريض عن الحركة نتيجة عدم قدرة الأعضاء على الاستجابة الحركية لأوامر المخ، وكثيرًا ما ترجع الإصابة بهذا النوع إلى تاريخٍ مرضي منذ الطفولة، فالأشخاص الذين لم تُتَحْ لهم فرصة اكتساب الثقة بأفعالهم الشخصية والاعتماد على النفس في أثناء فترة الطفولة، يكونون أكثرُ عرضةً للإصابة بالفُصام الكاتاتوني.
أمّا النوع الربع فيعرف بالفُصام البسيط: ويتسم الشخص المصاب بهذا النوع بالخمول وضعف النضج العقلي والنفسي نتيجة العزوف عن المشاركة في جوانب الحياة، والسمة المميزة لهذا النوع هي عدم تعرض الشخص المصاب للهلاوس.
أمّا النوع الخامس والأخير فيعرف بالفُصام الوجداني: ويتميز هذا النوع بظهور تقلبات واضحةٍ في الحالة المزاجية بالإضافة إلى الأعراض المعتادة التي تصيب مريض الفُصام، وعلى الرغم من أن الشخص المصاب بهذا النمط يُشفى بصورة أسرع من الأنواع الأخرى فإن أعراض الفُصام تميل إلى الظهور عليه مرةً أخرى.
الفكرة من كتاب الفُصامي: كيف نفهمه ونساعده، دليل للأسرة وللأصدقاء
يمثلُ الفُصامُ أحد الأمراض النفسية الهامة بسبب تداخل أعراضه، وما ينشأ عنه من تغيرٍ عميقٍ في نمط تفكير الشخص المصاب ومشاعره وسلوكه، وهو ما يجعل مريض الفُصام شخصيةً تستعصي على فَهم الكثيرين، وعلى الرغم من أن الهدف الرئيس من الكتاب هو زيادة الوعي لدى الأشخاص بطبيعة مرض الفُصام، إذ تمثل زيادة الوعي بطبيعة المرض أحد أهم السبل لمساعدة الشخص المصاب من قِبَل المحيطين به، فهو أيضًا يُقدم إلينا فرصةً للتعمق داخل النفس البشرية، إذ تساعدنا دراسة المرض النفسي على معرفة خبايا النفس البشرية بمثل المساعدة التي تقدمها إلينا دراسة النفس البشرية السوية.
يقدم إلينا هذا الكتاب بشكل موجز المعلومات الرئيسة التي تتعلق بمرض الفُصام، كطبيعة المرض وأهم الأعراض التي يعانيها الشخص المصاب، كما يحتوي على أهم سبل مساعدة الشخص المصاب بالفُصام وسبل الوقاية من الإصابة بالمرض.
مؤلف كتاب الفُصامي: كيف نفهمه ونساعده، دليل للأسرة وللأصدقاء
سيلفانو أريتي: طبيب ومحلل نفسي مرموق، عمل أستاذًا للطب النفسي الإكلينيكي بكلية الطب بنيويورك، كما عمل رئيس تحرير لموسوعة الطب النفسي الأمريكية، له عديد من الدراسات التي تتعلق بمرض الفُصام كما حصل على عديد من الجوائز العلمية نتيجة لإسهاماته المتميزة في فهم المرض وطرائق علاجه.
من مؤلفاته الأخرى:
Creativity: The Magic Synthesis.
The Parnas: A Scene from the Holocaust.
معلومات عن المترجم:
د. عاطف أحمد: طبيب نفسي وكاتب ومترجم، ترجم عديدًا من الكتب الأخرى من أبرزها كتاب “المخ البشري: مدخل إلى دراسة السيكولوجيا والسلوك”، له عدة مؤلفات من أبرزها كتابه “نقد العقل الوضعي”.