سماتُ المراهق وواجبنا نحوها
سماتُ المراهق وواجبنا نحوها
تختلف السمات التي تتبع نمو المراهق من سماتٍ نفسيةٍ وجسديةٍ وعقلية واجتماعية، فالسمات النفسية مثلًا تظهر في رغبته الملِحة في الانعزال عن المحيطين به، مما يؤثر في شخصيته ويدفعه إلى الخجل الشديد والشعور الدائم بالملل والقلق، كما أن للوَحدة دورًا كبيرًا في تضخم مشاعر عدةٍ، مثل: الغضب على أتفه الأسباب، والكسل، والانغماس في أحلام اليقظة وما يرتبط بهذه الأشياء من توهمٍ للحب واهتمامٍ بمسائل الجنس، ويكون على المربي محاولة الاستماع إليه وتفهم مشاعره بصدقٍ قدر الإمكان، ومن الجيد إقامة عَلاقة صداقةٍ مع المراهق وإشعاره دائمًا بالحب والمشاركة، والتحلي بالصبر عندما يصدر منه ما يزعجه أو يثير غضبه، حتى يساعده على المرور من تلك المرحلة بسلام.
ومن المظاهر الجسدية التي تحدث للمراهق، الاحتلام للشاب وقوة عضلاته وازدياد صوته خشونةً، ونزول الطمث للفتاة وبروز الثديين وامتلاء جسمها نسبيًّا، والإعياء والكسل غالبًا، ويكون واجب المربي أن يهتم بتنبيه المراهق إلى أمر التكليف الشرعي، وأمور الطهارة والغُسل وأضرار الاستمناء، وعدم السخرية من نموه الجسدي، والبحث معه عن عادات صحية يتبعها بداية من الطعام إلى ممارسة الرياضة والهوايات بشكل عام، وذلك لزيادة ثقته بنفسه وشغل وقت فراغه.
ويمتاز المراهق بنضجه العقلي أيضًا بشكلٍ واضح عن ذي قبل، ويكون من واجب المربي هنا أن يحترم عقله هذا ولا يقارنه بالآخرين، كي يجنبه الإحباط وفقدان الثقة بنفسه.
ومن المظاهر الاجتماعية التي تحدث للمراهق، حبه لتقليد من حوله، واهتمامه بمظهره الخارجي، وحساسيته الشديدة تجاه النقد، وكذلك ميله إلى أن يكون ضمن مجموعة من الأصدقاء لا ينفك عنهم، وواجب المربي أن يتفهم ذلك، وأن يعلّمه أساليب التعامل الصحيح مع الناس وآدابه.
الفكرة من كتاب نحو مراهقةٍ آمنة.. كيف تفهم ولدك؟
تعد فترة المراهقة من أصعب الفترات التي يمر بها الإنسان خلال رحلة حياته، فهي معضلة للمراهق في استقباله التغيرات التي تطرأ عليه، سواءً كانت تلك التغيرات جسدية أم نفسية أم اجتماعية وغيرها، ومعضلة أيضًا للمحيطين به، لأنهم لا يستوعبون سريعًا أسباب هذه التغيرات ولا يدركون تبعاتها، فنجد المراهق يُظلَم بين جانبين، أحدهما يضعه في خانة الرجال، والآخر لا يخرجه من حيز الطفولة.
فهل تكفي خبرات الآباء والأمهات والمعلمين السابقة، واعتمادهم على محض تجاربهم في استيعاب هذه المرحلة؟ وهل ستؤهلهم تلك الخبرة للوصول إلى الطرائق الصحيحة للتعامل مع المراهق؟
هذا ما اهتم الكاتب بمناقشته في كتابه، وما تناوله في بضعة فصول؛ آملًا أن يكون لكلامه صدًى في نفوس من يتعاملون مع المراهقين بشكلٍ عام.
مؤلف كتاب نحو مراهقةٍ آمنة.. كيف تفهم ولدك؟
فهد بن محمد الحمدان: كاتب سعودي، ولد بمدينة الرياض، وله خبرة تقارب العشرين عامًا في التعامل مع فئة المراهقين، كما أنه يعمل مدربًا لمجالات عديدة، كالثقة بالنفس، وإدارة الوقت، وفنون التعامل مع المراهقين والناس بشكلٍ عام، وهو مدربٌ معتمد للمعلمين في “التدريب التربوي” بمدينة الرياض، والمجموعة الكندية وبعض الدوائر الحكومية والمدارس الخاصة والجمعيات التطوعية، وله بَرنامج تليفزيوني باسم “افهم حياتك” من إعداده، يُعرض على قناة الدانة الفضائية.
ومن مؤلفاته:
فن إدارة الغضب.
كيف تستثمر وقتك؟
استمتع بحل مشكلاتك.