فترة المراهقة
فترة المراهقة
تبدأ مرحلة المراهقة بالبلوغ، وهو اكتمال الأعضاء التناسلية للفرد، وما يطرأ عنها من تغيرات جنسية، كالاحتلام للشاب وبداية الطمث للفتاة، “والمراهقة كما يعرفها الكاتب: هي الاقتراب التدريجي نحو النضج العقلي والنفسي والاجتماعي”، مما يبين لنا أن النضج الجسدي، في نظرنا، ليس فقط هو المعيار الأول والأساس للحكم على الشخص بالنضج من عدمه.
وتبدأ المراهقة في سِنِّ الثانية عشرة، وتنتهي عند الحادية والعشرين، وتختلف أشكالها من شخصٍ لآخر، فمِن المراهقين مَن تظهر عليه أعراض الانسحاب بنفسه عن الآخرين واللجوء إلى العزلة، ويكون ذلك بسبب عدم تفهّم المحيطين بالمراهق لمشاعره وانفعالاته، ومِنهم مَن تسيطر عليه تلك الانفعالات فتدفعه إلى أن يكون عُدوانيًّا مع نفسه أو الآخرين، وغالبًا ما يقع ذلك في البيئات الفقيرة الجافة غير الواعية بما يمر به المراهق، ولذلك فإن للبيئة الجيدة ووعي المربين دورًا كبيرًا في مرور تلك المرحلة بسلامٍ وأمان للمراهق والمحيطين به جميعًا.
ويعد الحماس الشديد والمبادرة لعمل الأشياء وسرعة تنفيذها من أهم المزايا التي تميز المراهق، وليس كما يُشاع عنه من قِبل الوالدين أو المربين أو وسائل الإعلام، من اتصافه الدائم في هذه المرحلة بالطيش والكسل والتخلي عن المسؤولية، ولا بأنه أقل ذكاءً أو وعيًا ممن يكبره، وهذا ليس بصحيح بل يؤدي ذلك إلى الاستهانة بعقل المراهق، وقد يظن بعض الناس أن المراهقة بتغيراتها الثابتة لا وجود لها في كل المجتمعات، وهذا أيضًا غير صحيح، فهي موجودة، ولكن الانفعالات الناتجة عنها هي التي تختلف من بيئة لأخرى على حسب وعي المحيطين بالمراهق، ومدى مناسبة المسؤوليات التي يتحملها في هذه المرحلة من حياته.
الفكرة من كتاب نحو مراهقةٍ آمنة.. كيف تفهم ولدك؟
تعد فترة المراهقة من أصعب الفترات التي يمر بها الإنسان خلال رحلة حياته، فهي معضلة للمراهق في استقباله التغيرات التي تطرأ عليه، سواءً كانت تلك التغيرات جسدية أم نفسية أم اجتماعية وغيرها، ومعضلة أيضًا للمحيطين به، لأنهم لا يستوعبون سريعًا أسباب هذه التغيرات ولا يدركون تبعاتها، فنجد المراهق يُظلَم بين جانبين، أحدهما يضعه في خانة الرجال، والآخر لا يخرجه من حيز الطفولة.
فهل تكفي خبرات الآباء والأمهات والمعلمين السابقة، واعتمادهم على محض تجاربهم في استيعاب هذه المرحلة؟ وهل ستؤهلهم تلك الخبرة للوصول إلى الطرائق الصحيحة للتعامل مع المراهق؟
هذا ما اهتم الكاتب بمناقشته في كتابه، وما تناوله في بضعة فصول؛ آملًا أن يكون لكلامه صدًى في نفوس من يتعاملون مع المراهقين بشكلٍ عام.
مؤلف كتاب نحو مراهقةٍ آمنة.. كيف تفهم ولدك؟
فهد بن محمد الحمدان: كاتب سعودي، ولد بمدينة الرياض، وله خبرة تقارب العشرين عامًا في التعامل مع فئة المراهقين، كما أنه يعمل مدربًا لمجالات عديدة، كالثقة بالنفس، وإدارة الوقت، وفنون التعامل مع المراهقين والناس بشكلٍ عام، وهو مدربٌ معتمد للمعلمين في “التدريب التربوي” بمدينة الرياض، والمجموعة الكندية وبعض الدوائر الحكومية والمدارس الخاصة والجمعيات التطوعية، وله بَرنامج تليفزيوني باسم “افهم حياتك” من إعداده، يُعرض على قناة الدانة الفضائية.
ومن مؤلفاته:
فن إدارة الغضب.
كيف تستثمر وقتك؟
استمتع بحل مشكلاتك.