جماعات القراءة
جماعات القراءة
لطالما احتكر نقاد الأدب ودارسوه تحليل الروايات والقصص، حتى ظهر في العصر الحالي ما يُعرف بجماعات القراءة. تضفي هذه الظاهرة الطابع الديمقراطي على النقد الأدبي بحيث يصبح من حق الجميع تفسير الأعمال الأدبية وتحليلها.
كما أنها تسمح بتنوع أساليب التأويل الذي يدعم نظرية استجابة القارئ التي ذكرناها من قبل، وجعلت هذا التأويل نشاطًا اجتماعيًّا يدور على هيئة محادثات، فالتحليلات الأدبية لم تعد تظهر فقط على هيئة تصريحات في المجلات والصحف.
تتميز جماعات القراءة أيضًا برحابة الحديث، إذ يحكي الأشخاص عن الكتب التي أثرت في حياتهم وساعدتهم على تغيير مشاعرهم أو فهم أنفسهم، وبعد ذلك يحدث تبادل بين أعضاء المجموعة وكل شخص يضيف ما لم يره الآخرون، ومن ثم يحدث اكتمال في خبرة قراءة الأفراد للكتاب بطريقة لم تكن ستتحقق إذا قرأه كل شخص بمفرده.
كما يمكنهم أن يتحدثوا عن عناصر القراءة المختلفة، كغموض جزء من النص وكيفية حل غموضه، أو المعاني التجريدية المختبئة وراء الأشياء المادية في النص، أو التأثيرات المفاجئة لفعل شخصية ما أو اكتشاف أهمية بعض الجوانب التي أهملها الشخص.
بالإضافة إلى أن كلًّا من الشخصية والمشاعر يكتسبان أهمية خاصة في جماعات القراءة، ويميل أعضاء هذه الجماعات إلى القصص التي تحوي شخصيات يمكنهم التماهي والتعاطف معها. كما يميلون إلى الحديث عن المشاعر الجديدة التي يشعرون بها في أثناء القراءة، فالأمر ليس تحليليًّا بحتًا بل يضاف إليه الطابع الإنساني.
الفكرة من كتاب كما الأحلام: علم النفس في القصص الخيالية
يتناول هذا الكتاب تأثير القصص الخيالية في عقول القراء، ودورها في زيادة فهم الإنسان لنفسه وعلاقته بالآخرين. ويسرد الكاتب نتائج من أبحاثه الخاصة بهذا الموضوع، التي أثبتت دور الخيال في تحسين القدرات الاجتماعية والإدراك الحسي، ومن ثم أهمية الأدب بالنسبة إلى التجربة الإنسانية.
مؤلف كتاب كما الأحلام: علم النفس في القصص الخيالية
كيث أوتلي: روائي إنجليزي كندي، درس علم النفس بجامعة كامبريدج، وحصل على درجة الدكتوراه في علم النفس من كلية لندن الجامعية. ويعمل حاليًّا أستاذًا فخريًّا في علم النفس المعرفي بجامعة تورنتو.
من أعماله:
The Case of Emily V
Emotions: A Brief History
معلومات عن المترجمة:
آيات عفيفي: تخرجت في كلية الآداب، قسم اللغة الإنجليزية، جامعة عين شمس، عام ٢٠٠٧م. عملت فور تخرجها في مجال الترجمة في مجالات متنوعة أبرزها الترجمة الصحفية والقانونية.
من ترجماتها:
الثقافة والكرامة: حوار بين الشرق الأوسط والغرب.