أهمية المشاعر في القصص الخيالية
أهمية المشاعر في القصص الخيالية
تحتل المشاعر أهمية محورية في القصص الخيالية، لأننا عندما نشاهد فيلمًا، أو نقرأ رواية يندفع شعورنا تجاه الأحداث وننفعل معها بقوة، ويحدث ذلك لأننا من نجمع تلك الأحداث معًا ونبني منها شيئًا خاصًّا ذا معنى لنا، ومن ثم نشعر بها.
وهذا ليس كل الأمر، فعندما نرى شخصًا يبتسم في الحقيقة، نبادله الابتسام، وعندما نرى شخصًا عابسًا نعبس أيضًا. تُسمى هذه الظاهرة بالانعكاس، وهي من أشكال المحاكاة، وتحدث هذه الظاهرة أيضًا مع القراءة، فعندما نقرأ عن شعور معين نجد أننا نشعر به، ويُسمى هذا قراءة العقل الراقية: المشاركة الوجدانية التخيلية.
لكن هذا لا يعني أننا جميعًا نشعر بالطريقة نفسها عند قراءة النص نفسه، فتوجد أربع طرق أساسية تظهر من خلالها هذه المشاعر، أول طريقة تُدعى التماهي، ويحدث هذا عندما ننسحب من عالمنا الحالي، وننسى أهدافنا وتصرفاتنا ونبدأ باستقبال أهداف بطل القصة وخططه وأفعاله ونتماهى معها، فنشعر كأننا في مكان الشخصية
الطريقة الثانية تتمثل في التعاطف، ويحفزها الكاتب من خلال تعمده سرد أحداث هدفها إثارة المشاعر، الطريقة الثالثة تُدعى “الراسا” وهي تعني الشعور الأدبي الذي ينشأ من إثارة القصص الخيالية لمشاعر تنبعث من ذكرياتنا.
آخر طريقة تتمثل في استرجاع المشاعر عند مسافة معينة، تُدعى المسافة الجمالية وهذه المسافة لا تكون قريبة جدًّا بحيث تطغى علينا، ولا بعيدة جدًّا بحيث لا تؤثر، تتميز هذه الطريقة بميزة استشفائية، لأنها تسمح لنا بمعايشة مشاعر كانت إشكالية من وجهة نظرنا، فعندما نبكي على روميو وجولييت فنحن نبكي حالة فقدان شخصية لم نتقبلها حتى تلك اللحظة.
الفكرة من كتاب كما الأحلام: علم النفس في القصص الخيالية
يتناول هذا الكتاب تأثير القصص الخيالية في عقول القراء، ودورها في زيادة فهم الإنسان لنفسه وعلاقته بالآخرين. ويسرد الكاتب نتائج من أبحاثه الخاصة بهذا الموضوع، التي أثبتت دور الخيال في تحسين القدرات الاجتماعية والإدراك الحسي، ومن ثم أهمية الأدب بالنسبة إلى التجربة الإنسانية.
مؤلف كتاب كما الأحلام: علم النفس في القصص الخيالية
كيث أوتلي: روائي إنجليزي كندي، درس علم النفس بجامعة كامبريدج، وحصل على درجة الدكتوراه في علم النفس من كلية لندن الجامعية. ويعمل حاليًّا أستاذًا فخريًّا في علم النفس المعرفي بجامعة تورنتو.
من أعماله:
The Case of Emily V
Emotions: A Brief History
معلومات عن المترجمة:
آيات عفيفي: تخرجت في كلية الآداب، قسم اللغة الإنجليزية، جامعة عين شمس، عام ٢٠٠٧م. عملت فور تخرجها في مجال الترجمة في مجالات متنوعة أبرزها الترجمة الصحفية والقانونية.
من ترجماتها:
الثقافة والكرامة: حوار بين الشرق الأوسط والغرب.