الإبداع في الكتابة والقراءة
الإبداع في الكتابة والقراءة
في بداية العصر الرومانسي، اعتُبر الفنان المبدع شخصًا منعزلًا عن الجميع يتلقى وحيًا ما دون إرادته، وهذه النظرة خاطئة بالطبع، فالإبداع يتطلب جهدًا ووقتًا كبيرين وهو متاح لنا جميعًا، لأن القصص الخيالية والفن عامة أساسه اللعب كما ذكرنا، وهو نشاط نمارسه جميعًا.
وحتى وإن لم نمارس الكتابة فنحن القراء نستمر في اللعب الطفولي الإبداعي في ما يُدعى بالمساحة البينية، وهي المساحة التي يستطيع فيها القارئ التخيل بلا حدود لدرجة أن تجربة القارئ قد تتحد مع تجربة الكتاب نفسه، كما أننا نبدع في تفسير معاني القصص الخيالية، لأنها إيحائية ولا تعتمد على المعنى المطلق.
ونتيجة لذلك، ظهرت حركة نقدية أدبية تدعم هذا الأسلوب، سُميت بنظرية استجابة القارئ، وتركز على كيفية اختلاف الاستجابة للأعمال الأدبية باختلاف الأشخاص، فنحن نستوعب ما نقرؤه من خلال ما نضيفه على أي قصة، فأي أحداث أو عبارات تُقال في رواية أو في الواقع لا نفهمها إلا من إطار مخططاتنا ومعرفتنا وأحلامنا ونماذجنا.
أما الكاتب فيعتمد على عناصر محددة للقصص الخيالية، لكن يطبقها بطريقته المبدعة؛ قسم الروس عناصر القصص الخيالية إلى عنصرين، هما: الفابيولا التي تمثل أحداث القصة وتسلسلها الزمني، والسوزيت وهي الطريقة التي يقدم بها الكاتب هذه الأحداث، وتمثل السوزيت بنية الخطاب التي تعتبر حجر أساس تحويل هذه الأحداث إلى قصة.
ثم أضافت النظرية الأدبية-النفسية الشرقية عنصرًا ثالثًا ويُدعى دفاني، ويرتبط بالكاتب والقارئ معًا والمقصود به الإيحاء، يعتمد هذا العنصر على التلميحات التي يُلقيها الكاتب ويتعامل معها القارئ بطريقة شخصية وتعتمد على إسهامه وفهمه وتأويله.
الفكرة من كتاب كما الأحلام: علم النفس في القصص الخيالية
يتناول هذا الكتاب تأثير القصص الخيالية في عقول القراء، ودورها في زيادة فهم الإنسان لنفسه وعلاقته بالآخرين. ويسرد الكاتب نتائج من أبحاثه الخاصة بهذا الموضوع، التي أثبتت دور الخيال في تحسين القدرات الاجتماعية والإدراك الحسي، ومن ثم أهمية الأدب بالنسبة إلى التجربة الإنسانية.
مؤلف كتاب كما الأحلام: علم النفس في القصص الخيالية
كيث أوتلي: روائي إنجليزي كندي، درس علم النفس بجامعة كامبريدج، وحصل على درجة الدكتوراه في علم النفس من كلية لندن الجامعية. ويعمل حاليًّا أستاذًا فخريًّا في علم النفس المعرفي بجامعة تورنتو.
من أعماله:
The Case of Emily V
Emotions: A Brief History
معلومات عن المترجمة:
آيات عفيفي: تخرجت في كلية الآداب، قسم اللغة الإنجليزية، جامعة عين شمس، عام ٢٠٠٧م. عملت فور تخرجها في مجال الترجمة في مجالات متنوعة أبرزها الترجمة الصحفية والقانونية.
من ترجماتها:
الثقافة والكرامة: حوار بين الشرق الأوسط والغرب.