مفهوم المحاكاة في القصص الخيالية
مفهوم المحاكاة في القصص الخيالية
يقترب مفهوم المحاكاة المتعلق بصنع العالم مما كنا نفعله في مرحلة الطفولة، فالأطفال يستطيعون خلق عوالم تخيلية كاملة في أثناء لعبهم ويملكون قدرة هائلة على التمييز بين الخيال والواقع، ولهذا يعتبر اللعب أصل القصص الخيالية لأنه يقوم على الانبهار بما حولنا ومن ثم محاولة اللعب به وتغييره، وهذا ما يفعله الفن القصصي.
يُشار في علم نفس النمو إلى اللعب الذي ينطوي على ابتكار باسم اللعب التمثيلي، فقد تُمسك الطفلة بموزة مثلًا وتضعها على أذنها كأنها هاتف، وفي عالم اللغة توجد طريقة مشابهة لذلك تسمى بالاستعارة وتعني استعمال كلمة تحمل معنيين مختلفين.
وهذا ينطبق على القصص الخيالية نفسها التي تعتبر حقيقية وغير حقيقية، فهي قد تتناول العالم الاجتماعي الحقيقي، ولكنها مُتخيَّلة في الوقت نفسه. كما يظهر تشابه اللعب بالقصص الخيالية في الألعاب الموجودة حاليًّا التي تعتمد على مجموعة من القواعد، تمثل في الواقع نسخًا محورة من قواعد الحياة العادية، كلعبة الشطرنج التي تمثل نسخة مصغرة من حروب العصور الوسطى، وهكذا تمثل هذه الألعاب تداخلًا بين العالمين؛ الحقيقي الذي يقوم على أفراد آخرين يشاركوننا، وخيال اللعبة.
ولهذا يمكن للألعاب والأدب والسينما أن تكون فعالة بقدر الحياة نفسها، لأنها تقوم على التفاعل مع الآخرين، فنحن كائنات اجتماعية، وينطبق هذا على القصص الخيالية بصفة خاصة، لأننا نُكون علاقات ونتفاعل مع رواة هذه القصص وشخصياتها، لدرجة أننا قد نعتبرهم أصدقاء.
ويحيلنا هذا إلى نظرية العقل التي تعني القدرة على فهم ما يدور في عقول الآخرين، والتي يُقال إن القصص الخيالية كلها قائمة عليها وعلى رغبتنا في اكتشاف الأسباب وراء تصرفات الآخرين.
الفكرة من كتاب كما الأحلام: علم النفس في القصص الخيالية
يتناول هذا الكتاب تأثير القصص الخيالية في عقول القراء، ودورها في زيادة فهم الإنسان لنفسه وعلاقته بالآخرين. ويسرد الكاتب نتائج من أبحاثه الخاصة بهذا الموضوع، التي أثبتت دور الخيال في تحسين القدرات الاجتماعية والإدراك الحسي، ومن ثم أهمية الأدب بالنسبة إلى التجربة الإنسانية.
مؤلف كتاب كما الأحلام: علم النفس في القصص الخيالية
كيث أوتلي: روائي إنجليزي كندي، درس علم النفس بجامعة كامبريدج، وحصل على درجة الدكتوراه في علم النفس من كلية لندن الجامعية. ويعمل حاليًّا أستاذًا فخريًّا في علم النفس المعرفي بجامعة تورنتو.
من أعماله:
The Case of Emily V
Emotions: A Brief History
معلومات عن المترجمة:
آيات عفيفي: تخرجت في كلية الآداب، قسم اللغة الإنجليزية، جامعة عين شمس، عام ٢٠٠٧م. عملت فور تخرجها في مجال الترجمة في مجالات متنوعة أبرزها الترجمة الصحفية والقانونية.
من ترجماتها:
الثقافة والكرامة: حوار بين الشرق الأوسط والغرب.