النظر إلى القصص الخيالية باعتبارها حلمًا
النظر إلى القصص الخيالية باعتبارها حلمًا
استخدم ويليام شكسبير كلمة الحلم بمعانٍ كثيرة في أعماله، ففي مسرحياته الأولى استخدمها بالمعنى الشائع أي ما نتخيله في المنام وبعد ذلك استخدمها للتعبير عن أحلام اليقظة، وأخيرًا استخدمها لتُمثل رؤية بديلة للعالم، تتشابه مع العالم الحقيقي في جوانب وتختلف معه في أخرى، وظهر ذلك في مسرحياته التي صارت تعتمد على عناصر الحلم وتخطت فكرتي التأريخ، والترفيه.
الحلم عند شكسبير يضم عاملين، العامل الأول يُسمى بـ”الجوهر والظل” ويتناول العلاقة بين الأفعال المرئية وما يكمن وراءها، أما العامل الثاني فيتمثل في الإدراك، ويحدث ذلك عندما نُصدق ما يُظهره لنا شخص ما عن نفسه ثم نكتشف أنه ليس صحيحًا.
لم يتفق كل الكُتاب مع رؤية شكسبير الحالمة، إذ رأى الكاتب هنري جيمس أن الرواية تمثل انطباعًا مباشرًا عن الحياة، بينما خالفه الكاتب روبرت لويس ستيفنسون الذي رأى أن الرواية عمل فني منظم ومنطقي يخالف الحياة المفاجئة والفوضوية، وقال أيضًا إن أفضل أفكار قصصه جاءت له في أحلامه ومن ثم فإنها مثلما اعتبرها شكسبير نوع من الحلم.
واعتبر أرسطو في كتابه (فن الشعر) أن الأعمال الأدبية تمثل محاكاة للعالم، ويُقال إن معنى المحاكاة هنا يشمل تصورين؛ تصورًا يقدم انعكاسًا للعالم مثل عمل المرآة، ومن ثم يوجد تماثل بين عناصر العمل الفني وعناصر الحياة العادية، والتصور الثاني يعني تخيل صنع العالم ويركز على التماسك بين عناصر هذا العالم أكثر من التماثل بينه وبين العالم الواقعي.
إذا اتفقنا مع مفهوم المحاكاة هذا ستختلف نظرتنا لدورنا بوصفنا قراء، لأننا في هذه الحالة لن نكتفي بدور المتلقي أو المتذوق الفني، وإنما سنصنع نسخنا الخاصة من القصة وأحلامنا الخاصة ونعتبر أنفسنا شركاء للكاتب.
الفكرة من كتاب كما الأحلام: علم النفس في القصص الخيالية
يتناول هذا الكتاب تأثير القصص الخيالية في عقول القراء، ودورها في زيادة فهم الإنسان لنفسه وعلاقته بالآخرين. ويسرد الكاتب نتائج من أبحاثه الخاصة بهذا الموضوع، التي أثبتت دور الخيال في تحسين القدرات الاجتماعية والإدراك الحسي، ومن ثم أهمية الأدب بالنسبة إلى التجربة الإنسانية.
مؤلف كتاب كما الأحلام: علم النفس في القصص الخيالية
كيث أوتلي: روائي إنجليزي كندي، درس علم النفس بجامعة كامبريدج، وحصل على درجة الدكتوراه في علم النفس من كلية لندن الجامعية. ويعمل حاليًّا أستاذًا فخريًّا في علم النفس المعرفي بجامعة تورنتو.
من أعماله:
The Case of Emily V
Emotions: A Brief History
معلومات عن المترجمة:
آيات عفيفي: تخرجت في كلية الآداب، قسم اللغة الإنجليزية، جامعة عين شمس، عام ٢٠٠٧م. عملت فور تخرجها في مجال الترجمة في مجالات متنوعة أبرزها الترجمة الصحفية والقانونية.
من ترجماتها:
الثقافة والكرامة: حوار بين الشرق الأوسط والغرب.