الحقيقة الكامنة وراء نظرية multitasking!

كيف تعثر الأمهات على أشيائنا الضائعة في أقل من دقيقة؟ وهي في أثناء ذلك تتحدث في الهاتف مع موظف السوبر ماركت وتنظر إلى الطفل الرضيع وتشجعه بعينها وهو يلعب! 

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

لم تولد النساء بهذا الكم من الانتباه والكفاءة والفاعلية للأشياء من حولها بالطبع، ولكنهن تعلمن ذلك من خلال المرور برحلة الأمومة، فحين تكون مسؤولًا عن إطعام وتهدئة وتنويم وإضحاك ورعاية إنسان لا يدرك من هذه الحياة غير ثدي أمه، فمن الطبيعي أن تنمو ملكاتك العقلية والذهنية بشكل ما، ليس هذا فحسب، فبعض المهام يُعاد ترتيبها في جدول أولويات الأمومة، بسبب محدودية الوقت، وهنا تظهر براعة بعض الأمهات عن غيرهن في تقديم ما هو أولى بكفاءة عالية على تقديم كل شيء من غير كفاءة تذكر، هذا المحك هو ما يجعل بعضهن يشعرن بالتقصير طوال الوقت ويجعل الطرف الآخر يتمتع بروح أعلى للمثابرة والتضحية، وهي عملية تعليمية تكيفية متكاملة، ربما يدخل فيها تكوين دماغ الأم بشكل يساعدها على ذلك ليجعل المعادلة في صالحها إلا أنه لم يثبت بعد، لكن الثابت أن ما تتعرض له الأم من مواقف وتحديات جديدة مؤثرة معقدة تستغرقها بالكلية هو ما يعمل على نمو ملكاتها العقلية وزيادتها، مؤخِّرًا بذلك وصولها إلى خرف الشيخوخة المبكر.

هذه العمليات المعقدة يمكن أن تصيب الأمهات بالجنون الكلي، إلا أن التكوين الإلهي لجسدها لم يتركها هكذا من غير دعم داخلي، خصوصًا أنها أكثر تعرضًا واستجابة للتوتر من الذكر، فيأتي هرمون الأوكسيتوسن هنا ليعمل عمل الجندي المجهول في تخفيف حدة التوتر والاستجابة له لدى الأمهات وبخاصة المرضعات منهن، فيقِيهن الأضرار الجسدية والنفسية المدمرة الناتجة عن التوتر والقلق.

لقد دفعت الإنسانية كلها ثمن التطور التكنولوجي والنزعات الاستهلاكية والإعلانات التجارية ونزول المرأة للمساهمة في إدارة عجلة الرأسمالية! 

ففي زماننا هذا حتى الأمومة أخذت أشكالًا أخرى، وزادت متطلباتها ومسؤولياتها وأصبح من الواجب على كل أمٍّ أن تواكب ذلك التسارع، مع المحافظة على هدوئها وصحتها النفسية وبخاصة مع غياب وفقدان مفهوم الأسر الممتدة والعلاقات الاجتماعية الواسعة التي كانت تسهم في عملية التربية من قبل. 

ومع وفرة المصادر المعلوماتية، حمّلت الأم بمسؤولية الرعاية الصحية والثقافية والنفسية والترفيهية، وقلت ثقتها بالمصادر الأخرى التي توفر تلك الخدمات، وأصبح المجتمع ينظر إليها باعتبارها السبب الأول والأوحد في الفشل أو النجاح الأكاديمي أو الصحي للأبناء، تحديات كثيرة تواجه الأمومة وتغيرات عديدة تبدأ من الشهور الأولى للحمل وتستمر لسنوات عدة، سنحاول المرور بها بشكل مختصر ومبسط في كتابنا هذا.

كاثرين إليسون: ولدت عام 1957م، وهي كاتبة أمريكية ومحققة صحفية، حازت جائزة بوليتزر للتقارير الدولية عام 1985م إثر عملها الجاد في تغطية قضايا الفساد في الفلبين، وكتبت عديدًا من المقالات، كما شاركت في إعداد وتأليف كتب عدة منها:

Imelda.
Mothers & Murderers: A True Story of Love, Lies, Obsession.. And Second Chances.
Loving Learning: How Progressive Education Can Save America’s Schools.