أساليب تربية الطفل
أساليب تربية الطفل
أساليب التربية هي تفاعل الوالدين مع أبنائهما بهدف تعديل سلوكياتهم الخاطئة وإكسابهم سلوكيات صحيحة تتناسب مع معتقداتهم، وهذه الأساليب تساهم في بناء ذات الطفل وتحديد شخصيته على المدى البعيد كمراهق وناضج، وتتأثر بمجموعة عوامل كالوسط الاجتماعي للأسرة والطريقة التى تَرَبَّى عليها الوالدان ومدى نضجهما وتوازنهما النفسي، كذلك المستوى التعليمي وطبيعة العلاقة الزوجية والقيم السائدة في المجتمع، وقد تكون أساليب التربية سلبية أو إيجابية:
فالأساليب السلبية تتضمن أساليب القسوة كالعقاب البدني أو التهديد وإهانة الطفل، وهذا الأسلوب فاعليته مؤقتة فقط، لكنه على المدى البعيد يزيد من تمرد الطفل وعدوانيته، وتتأزم العلاقة بينه وبين أبويه، وأساليب الإهمال وهي تجنُّب الطفل وعدم توجيهه إلى الصواب، أما أسلوب الحماية الشديدة فهو الاهتمام المفرط بالطفل والقيام بكل مسؤولياته، مما يؤدي إلى ضعف ثقة الطفل بنفسه وانعدام إحساسه بالمسؤولية، وهناك أيضًا أسلوب التساهل وعدم الحزم مع الطفل، وكذلك أسلوب التسلُّط وهو المبالغة في الشدة دون الاهتمام باحتياجات الطفل، مما يؤدي إلى فقدان الطفل تلقائيته الفطرية بسبب إحساسه الدائم بالذنب وخوف اللوم والعقاب، وأخيرًا أسلوب التفرقة في المعاملة وهو الاهتمام بطفل دون الآخر، وقد يكون السبب مرض أحد الأبناء أو تعسُّره في الدراسة، مما ينشأ عنه صراع وغَيْرَة بين الأخوة، وتكمن خطورة الأساليب السلبية في أنها تصيب الطفل بالقلق والشعور بالرفض والتمرد، كما أنها تسبب مشكلات نفسية كالانطواء والعدوانية والفشل الدراسي والحركة المفرطة.
أما الأساليب الإيجابية فهي أساليب سوية تعتمد على قواعد محددة يتفق عليها الأب والأم، يُستخدم فيها الثواب أكثر من العقاب وتقوم على التحاور واحترام الطفل ودعمه وتدريبه على الاستقلالية.
وأساليب التربية في أغلب الأحوال أساليب سلبية؛ نتيجة عدم وعي الوالدين بنفسية الطفل وردود أفعالهما المتسرعة تجاه تصرفاته وكذلك التأثر بحالتهما المزاجية، فقد تكون نيات الوالدين طيبة كتأديب الطفل، لكنه يفسر أسلوبهما على أنه كرهٌ له، وهذا هو أساس المشكلات النفسية والاجتماعية، فهو يسبب اضطرابًا في شخصية الطفل ويشوه إدراكه.
الفكرة من كتاب كيف تكسب ابنك المراهق تعلَّم كيف تتخطى مع أبنائك صعوبات مرحلة المراهقة
تعد مرحلة المراهقة مفترق طريقين؛ إما أن يسير المراهق في الطريق الصحيح، وإما أن يندفع نحو الطريق المظلم، وهنا يتجلى دور الوالدين في توجيه الأبناء وإرشادهم نحو الطريق المستقيم من خلال كونهما قدوةً صالحةً لهم، ومد جسر التواصل مع الأبناء منذ ولادتهم لبناء علاقة أُسرية قوية ناجحة، فينشأ الأبناء نشأة سوية تساعدهم على تجاوز مرحلة المراهقة بسهولة دون الوقوع في مشكلات وانحرافات خطيرة.
وهذا الكتاب كتاب توجيهي تربوي قائم على أبحاث ودراسات نفسية واجتماعية، أُعِدَّ من أجل مساعدة الوالدين على فهم شخصية ابنهما المراهق، ومعرفة الأساليب التربوية الإيجابية التي تمكنهما من بناء علاقة قوية مع الأبناء خلال مرحلة المراهقة وكيفية التعامل مع مشكلاتهم وتقويم سلوكياتهم بطريقة صحيحة تساعد على تنمية ثقتهم بأنفسهم.
مؤلف كتاب كيف تكسب ابنك المراهق تعلَّم كيف تتخطى مع أبنائك صعوبات مرحلة المراهقة
فاطمة الكِتاني: اختصاصية في العلاج النفسي ومستشارة في العلاقات العائلية، حصلت على الماجستير في علم النفس الاجتماعي من جامعة محمد الخامس بالرباط، كما حصلت على الدكتوراه في دراسات الطفولة من جامعة عين شمس في القاهرة، وهي عضوة في اللجنة التنفيذية لجمعية “حماية الأسرة المغربية” وعضوة في مكتب “منظمة المرأة الاستقلالية”، لها عديد من المقالات الصحفية والمقابلات التليفزيونية، ومن مؤلفاتها:
الاتجاهات الوالدية في التنشئة الاجتماعية وعلاقتها بالمخاوف.
القلق الاجتماعي والعدوانية لدى الأطفال.